دخلت صناعة الإعلان في السنوات الأخيرة مرحلة غير مسبوقة من التطور. واستفادت صناعة الإعلان في تطورها من النمو الاقتصادي الكبير الذي تحقق في عدد كبير من المؤسسات والشركات، والتي باتت تدرك جيدا قيمة الإعلان ومدى احتياجها اليه وتخصص له ميزانيات ضخمة. كما استفادت صناعة الاعلان من التطور السريع والمتلاحق الذي شهدته تقنيات الاعلام ومن دخول وسائل جديدة الى ساحة المنافسة مثل القنوات الفضائية بما تمتلكه من تقنيات متطورة وقدرة على التشويق والجذب واستخدام الصوت والصورة، وان كانت الصحف والمجلات احتفظت بمكانة متميزة من اهتمامات المعلنين واثبتت انها لاتزال قادرة على مواجهة زخم الفضائيات والاستئثار بنسبة لايستهان بها من حجم الانفاق الاعلاني. واذا كان نمو الانفاق الاعلاني هو في احد وجوهه انعاكسا لتزايد النمو الاقتصادي للمؤسسات والشركات المعلنة، فانه يجسد من ناحية اخرى وعي المؤسسات والشركات بأهمية الاعلان في زيادة الاستهلاك وبالتالي زيادة التوزيع الذي يساهم في خفض اسعار السلع التي تنتجها او الخدمات التي تقدمها. وبالطبع، فان الاعلان الجيد الذي يتسم بالذوق الرفيع ويلتزم بالمبادئ والاخلاقيات والقيم الرفيعة ويراعي اللياقة في المحتوى والشكل هو قوة لايستهان بها، فهو يساهم في زيادة المبيعات ويروج السلع والخدمات ويدفع المؤسسات والشركات الى التجويد والاتقان، فالاعلان مهما بلغت جودته والتقنيات المستخدمة في انتاجه فلن يروج لسلعة رديئة. من هنا فقد جاء التقرير الذي نشر مؤخرا عن حجم الانفاق الاعلاني في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الشهور الخمسة الماضية من العام الحالي، متوافقا مع هذه الحقائق. لقد حقق الانفاق الاعلاني في الفترة المذكورة مليارا و345 مليون دولار مقارنة ب 5ر919 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. كما كشف التقرير ان السوق السعودي حقق المرتبة الاولى للانفاق الاعلاني في الفترة المذكورة بقيمة 231 مليون دولار. وكشف التقرير ايضا ان نصيب التليفزيونات والفضائيات في الفترة المذكورة بلغ 54% فيما بلغ نصيب الاعلان المطبوع 42%.