اخيرا وجد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الشجاعة الكافية ليخالف صراحة الرئيس الامريكي جورج بوش الذي قال ان الخلاف بين بلاده واوروبا قد انتهى فقد قال بلير وهو يقف في اسطنبول الى جوار الرئيس الامريكي في اشارة واضحة الى تصريحات بوش لا معنى لان نقف هنا ونقول ..أتعلمون.. كل خلافاتنا السابقة انتهت.. انها لم تنته. وتناقضت تصريحات بلير بشكل مباشر مع التصريحات التي ادلى بها بوش بعد قمة عقدها مع زعماء الاتحاد الاوروبي في ايرلندا الاسبوع الماضي واعلن فيها بثقة ان الخلافات المريرة حول الحرب انتهت. وعارضت دول اوروبية عديدة بينها فرنسا والمانيا الغزو العسكري الذي قادته واشنطن العام الماضي للعراق. لكن الخلاف لم يفسد ود بوش مع بلير اوثق حلفائه في الحرب على العراق فقد احتفل الرجلان على هامش اجتماعات قمة حلف شمال الاطلسي بالتسليم المبكر والمفاجيء للسلطة من قوى الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة الى حكومة عراقية مؤقتة. واعترف بلير خلافا لبوش بان الولاياتالمتحدة وبريطانيا لم تتمكنا من التغلب على الخلافات القائمة /مع معارضي الحرب/ حول ما اذا كانت الحرب مبررة. وتابع نعتقد صادقين ان العالم سيكون مكانا أكثر امنا اذا تمكنا من انجاز هذا العمل. ولا ادري ان كنا قد اقنعنا الناس بذلك ام لا. وماقاله بلير يؤكده موقف الرئيس الفرنسي جاك شيراك كشاهد على استمرار التوتر فقد عارض اي دور رسمي لحلف الاطلسي داخل العراق بعد ساعات قليلة فقط من موافقة الحلف على المساعدة في تدريب قوات الامن العراقية ثم ذهب الى ابعد من ذلك ليتهم الرئيس بوش بالتدخل في ما لا يعنيه عندما قال (بوش) انه يؤيد ضم تركيا لحلف الاطلسي.