العفو الذي أصدره قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لأفراد الفئة الضالة حتى يسلموا أنفسهم في غضون شهر يعد فرصة سانحة للتوبة والعودة إلى الرشد، ويعد من جهة أساسية تطبيقا والتزاما بشرع الله الذي يقبل التوبة من عباده متى ما التزموا بعدم العودة إلى المعصية وترك الآثام وليس ثمة أفظع من الإثم الذي ارتكبوه في حق الدين والوطن، فالعفو جاء من موقف قوة لا ضعف، وجاء ليصغي أولئك الذين استجابوا لنزوات الشيطان وغيه إلى صوت العقل وتحكيمه في وضعهم، فهم مطاردون إلى أن يتم القبض عليهم ومن مصلحتهم اغتنام فرصة العفو قبل انقضاء المهلة الممنوحة لهم فهم يعلمون أنهم أضحوا في عزلة عن مجتمعهم يقبعون في خوف وهلع وفزع كما تقبع رموزهم في المخابئ والجحور، فقد استزلهم الشيطان واستغلهم أعداء العقيدة الإسلامية والوطن شر استغلال في محاولة يائسة ورخيصة لترويج أفكار منحرفة وضالة وخارجة عن الصراط المستقيم ضمن دائرة من مؤامرة دنيئة ضد أمن هذا الوطن وسلامته واستقراره وترويع مواطنيه والمقيمين على ترابه الطاهر، وقد انغمس أفراد تلك الفئة في بؤرة أوهامهم حينما ظنوا ان بإمكانهم بأفاعيلهم الاجرامية تلك ان يقوضوا سلامة هذا الوطن وأمنه فرد كيدهم الى نحورهم وقتل منهم من قتل وقبض على من قبض فالدولة ماضية على عهدها بالضرب بيد من حديد على كل مارق يحاول الافساد في الأرض ويحاول العبث بأمن هذا الوطن بأي شكل من أشكال العبث، غير ان قيادتها الحكيمة امتثالا لتعليمات رب العزة والجلال في محكم تنزيله أصدرت العفو تعشما من أولئك بالعودة إلى صوابهم والتوبة إلى بارئهم مصداقا لقول العلي القدير: (فإن تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم) أما من ركب رأسه منهم واتبع مايمليه عليه شيطانه فلن يجد أمامه إلا تلك القبضة الحديدية الضاربة التي لن تتهاون الدولة أو تتراجع عن استخدامها بكل حزم وحسم لاجتثاث الإرهاب من جذوره ووضع حدود قاطعة وفاصلة لأفاعيل أولئك الإرهابيين ليبقى هذا الوطن كما كان منذ تأسيسه وحتى العهد الحاضر واحة ظليلة للأمن والاستقرار والطمأنينة، وسيبقى كذلك بإذن الله رغم أنوف الحاقدين والموتورين ومن في قلوبهم مرض.