فرصة أخيرة طرحها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أمام تلك الفئة الضالة التي باعت ضمائرها لشياطينها فأبت إلا ممارسة الإرهاب، فإما ان تسلم البقية الباقية نفسها للسلطات فتحصل على الأمان واما ان تكابر فيكون جزاؤها مثل جزاء من سقطوا قتلى وعلى رأسهم العقل المدبر لأفاعيل تلك الفئة ومن معه، فالعفو لايجيء من موقف ضعف بل من موقف قوة بدليل ان القوة الضاربة التي استخدمتها الأجهزة الأمنية مع اولئك المارقين حققت نصرا واضحا.. فقتل من قتل من الإرهابيين في عمليات المطاردة الناجحة وقبض على من قبض منهم لتسليمه للعدالة، ونزولا عند أمر رب العزة والجلال القائل في محكم تنزيله الشريف (فان تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم) وبحكم النهج الإسلامي الذي علم من اتبعه بأن العفو عند المقدرة هو من شيم المؤمنين برب العالمين والمتمسكين بهدي خاتم انبيائه ورسله عليه أفضل الصلاة والسلام، وبحكم ان الرجوع إلى الحق فضيلة في كل حالة جاء العفو الذي اطلقه قائد هذه الأمة لوضع حد قاطع وفاصل لظاهرة الارهاب الخبيثة في هذا الوطن الآمن المستقر، فمن سلم نفسه طوعا للسلطات اصغاء لصوت العقل والحق فانه يكون بذلك معصوما من الاستمرار في تلك المسالك الخاطئة، وأما من كابر منهم بعد المهلة الممنوحة فانه بذلك يجني على نفسه، فالحلقات المضروبة حول الإرهابيين في هذه البلاد الآمنة مازالت تضيق حول رقابهم بمضي الوقت والفرصة متاحة أمامهم لتسليم أنفسهم والخروج من حفرهم ومخابئهم السرية ليعيشوا تحت أشعة الشمس مثل بقية المواطنين على هذه الأرض وإلا فإن القبضة الحديدية الضاربة ستظل تلاحقهم إلى أن يتم اجتثاثهم واجتثاث ظاهرتهم المقيتة من جذورها، والفرصة عادة لاتتكرر فمن اغتنمها فقد فاز ومن ضيعها فقد خاب وخسر خسرانا مبينا.