قال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان هناك بعثا مقلقا لمعاداة السامية في العالم ودعا أجهزة الاممالمتحدة الى اتخاذ قرارات لمواجهة الامر. وافتتح عنان وسط تصفيق الحضور أول مؤتمر تعقده الاممالمتحدة ويكرس بشكل كامل لمناقشة مشكلة معاداة السامية كرد فعل على اتهامات بأن المنظمة الدولية تركز على الحقوق الفلسطينية وتتعمد تجاهل مظالم الاسرائيليين واليهود. وقال عنان للحضور الذين شملوا عددا كبيرا من قادة جماعات اليهود الامريكيين وممثلي الديانات الاخرى: من الواضح اننا نشهد بعثا مقلقا لهذه الظاهرة في اشكال وتجليات جديدة. واضاف: هذه المرة لا يمكن ويجب الا يظل العالم صامتا. وبعد الاجتماع قال اريي ميكيل نائب السفير الاسرائيلي ان وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم حادث عنان هاتفيا ليهنئه على كلمته ويعرب عن الامل ان تكون هذه نقطة تحول في العلاقات بين الاممالمتحدة واليهود. وقال عنان انه يصعب تصديق ان معاداة السامية ترفع رأسها بعد مضي 60 عاما على المحرقة النازية، وانه عندما نسعى الى العدالة للفلسطينيين كما يجب ان نفعل ..دعونا ننبذ بحزم كل من يحاول ان يستخدم هذه القضية لاثارة الكراهية ضد اليهود في اسرائيل او اي مكان آخر. ودعا عنان الجمعية العامة للمنظمة الدولية الى تبني قرار لمكافحة معاداة السامية مشابه لذلك القرار الذي تبنته في ابريل منظمة الامن والتعاون في اوروبا وأعلنت فيه ان الصراع في الشرق الاوسط لا يمكن ان يبرر مطلقا معادة السامية وشن هجمات على اليهود. وقال عنان ايضا ان لجنة حقوق الانسان ومقرها جنيف يتعين عليها ان تحقق في معاداة السامية بنفس المثابرة التي تنظر بها في العنصرية ضد المسلمين في اجزاء مختلفة من العالم. وتساءل عنان: الا يستحق اليهود نفس درجة الاهتمام والحماية. ويشير القادة اليهود الى مشاعر الاستياء في العالم العربي التي يقولون انها تتدنى الى مظاهر تعبر عن درجة شديدة من معاداة السامية والى سلسلة من الحوادث في اوروبا وبخاصة في فرنسا وروسيا يشعرون بأنها لم يتم التعامل معها كما يجب. ولم تلق سوى المانيا الاستحسان لنظامها التعليمي وقوانينها الصارمة في مكافحة معاداة السامية رغم تنامي المخاوف بين الجالية اليهودية هناك ولكن لم يتطرق النقاش الى معاداة السامية في الولاياتالمتحدة حيث يقيم حوالي خمسة ملايين يهودي وهو عدد يزيد قليلا عن يهود اسرائيل. وطالب ادجار برونفمان رئيس منظمة المؤتمر اليهودي العالمي عنان بتعيين مسؤول يناط به مكافحة معاداة السامية وبتقديم تقرير سنوي عن الموضوع وباصدار قرار يدين بلا مواربة معاداة السامية. وتعرضت الاممالمتحدة وعنان نفسه لأشد انتقاد من ان بايفسكي وهي استاذة وباحثة بمعهد هدسون وقالت ان اسرائيل تصور على انها شيطان بشكل منتظم في حين يغض الطرف عن قيام دول عربية باعادة رسم خريطة الشرق الاوسط. وقالت ان الاممالمتحدة اصبحت المتعهد العالمي الرئيسي لمعاداة السامية والتعصب والظلم في حق الشعب اليهودي ودولته. وقال الكاتب ايلي فيسيل الحاصل على جائزة نوبل وأحد الناجين من المحرقة النازية انه كان يعتقد ان معاداة السامية هلكت في معتقل اوشفيتز ولكن لم يهلك هناك سوى اليهود. واضاف فيسيل ان التمييز ضد اليهود غالبا ما يترجم الى كراهية ضد كل الاقليات وكل من هم مختلفون.