تحتضن تونس خلال الفترة من 24 إلى 26 يونيو الجاري الاجتماع التحضيري الأول لمؤتمر قمة مجتمع المعلومات، بحضور المئات من الشخصيات الرسمية وممثلي الجمعيات غير الحكومية وشركات القطاع الخاص، في مدينة الحمامات السياحية على شواطئ المتوسط. وكانت تونس قد نجحت، بعد تجاذب مع سويسرا، في اقتسام تنظيم القمة مع الدولة السويسرية. وبالفعل انعقدت (المرحلة الأولى) للقمة في جنيف خلال شهر ديسمبر من العام الماضي وستنعقد (المرحلة الثانية) من القمة من 16 الى 18 نوفمبر من العام القادم. الجدير بالذكر ان تونس بادرت بمناسبة انعقاد اجتماع المندوبين المفوضين للاتحاد الدولي للاتصالات بمدينة (مينيابولس) بالولايات المتحدة سنة 1998 بالدعوة الى عقد قمة دولية حول مجتمع المعلومات تخصص لبحث السبل الكفيلة بحسن استثمار ما تتيحه تكنولوجيا الاتصال والمعلومات من فرص لاختصار سبل التنمية وحفز نسق الاستثمار ومعاضدة جهود التشغيل وتعزيز حضور الدول النامية على وجه الخصوص في إطار الفضاء الاتصالي المعولم وحسن التموقع ضمن الحدود الجديدة (للقرية الكونية). ويؤمل ان تفضي أشغال هذه القمة الى اعتماد اتفاق دولي يكون بمثابة خطة عمل دولية تهدف الى تيسير تطور مجتمع المعلومات والحد من الفجوة الرقمية التي تفصل بين الأمم المتحكمة والمنتجة لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات من جهة وبين الدول الأقل حظا في هذا المجال. ومن المتوقع ألا يتطابق هذا السعي مع أهداف بعض الأطراف الغربية التي ترى في القمة حلبة للصراع الاستراتيجي من أجل السيطرة على شبكة الانترنت ومجالات أخذ القرار فيها.