خلال عقد التسعينات أحدثت التحولات التكنولوجية تأثيراً هائلاً على المسرح الدولي بشكل عام وتسببت في تغيرات متصارعة، وأحد هذه التحولات كانت تحول شبكات الاتصالات إلى شبكات رقمية والتي وصفوها بالقول «اختزلت العالم بالقرية الكونية وأصبحت مسألة الوقت محل علامة سؤال كبيرة». ومن هذا المنطلق تم الاتفاق على عقد القمة العالمية لمجتمع المعلومات على مرحلتين انتهت الأولى في شهر ديسمبر عام 2003م واعتمدت إعلاناً للمبادئ وخطة العمل، وقد تضمن إعلان المبادئ بأن ممثلي شعوب العالم يعلنون الرغبة المشتركة والالتزام المشترك لبناء مجتمع معلومات جامع هدف الإنسان ويتجه نحو التنمية، مجتمع يستطيع كل فرد فيه الوصول للمعلومات والمعارف والاستفادة منها واستخدامها بما يخدم مصلحة ويحسن ظروف معيشية وذلك انطلاقاً في مبادئ الأممالمتحدة.. هذا وقد اعترفت القمة ضمنا بأن التعليم والمعرفة والمعلومات والاتصالات هي أساس تقدم البشرية ومساعيها ورفاهيتها وأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تأثرت تأثيراً كبيراً ومباشراً على جميع أوجه ومظاهر الحياة تقريباً، وان استخدام أدوات التكنولوجيا ووسائلها يزيد من الإنتاجية ويولد النمو الاقتصادي ويدعم فرص العمل وبمقدور التكنولوجيا والمعلومات أيضاً تشجيع الحوار بين الناس والأمم والحضارات المختلفة وتم الاتفاق في هذه المرحلة الأولى من القمة انه على جميع أصحاب المصلحة من حكومات وقطاع خاص ومجتمع مدني التعاون والعمل معاً لتحقيق أهداف القمة ومنتجاتها من خلال خطة عمل طموحة يتعاون فيها الجميع دون استثناء.. وفي المرحلة الأولى للقمة لم تستطع حسم كافة الأمور المعروضة على القمة حيث تم الاتفاق ان تستكمل بقية الأمور في المرحلة الثانية للقمة والتي سوف تنعقد في الجمهورية التونسية الشقيقة في نوفمبر من العام 2005م. ومن المواضيع التي كانت مدار خلاف شديد في القمة الأولى موضوع إدارة الإنترنت حيث طالبت معظم دول العالم ومنها المملكة في إعادة النظر في هيكلة وآليات عمل إدارة الانترنت لما لهذه الوسيلة الحيوية من أهمية كبرى تتلمس جميع نواحي الحياة في جميع الدول وعلى كافة المستويات. وتم الاتفاق على أن يعهد للأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي انان بتشكيل فريق عمل يبحث في هذه المسألة ويقدم نتائج عمله وتوصياته إلى قمة تونس في 2005م لاتخاذ القرار المناسب. وقد تم مؤخراً تشكيل هذا الفريق وتم اختيار المملكة من خلال مشاركة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في عضويته وذلك باختيار نائب المحافظ للشؤون الفنية المهندس عبدالله عبدالعزيز الضراب من بين 40 شخصية يمثلون الدول الأعضاء والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية إضافة إلى ممثلي المنظمات والهيئات بكافة أشكالها لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة في ذلك. وتقوم الدول العربية ومنها المملكة بمتابعة أعمال هذه القمة والتحضير لها على المستوى الإقليمي من خلال فريق عمل عربي يقوم بتنسيق المواقف وإعداد المقترحات المشتركة والاتفاق على برامج ومشاريع لتفعيل خطة العمل الدولية المعتمدة وذلك من خلال مجلس الوزراء للاتصالات والمعلومات العرب في الجامعة العربية، وقد نجحت الوفود العربية المشاركة في المرحلة الأولى للقمة التي انعقدت في جنيف بسويسرا من التحدث بصوت واحد والتقدم بمقترحات مشتركة كان لها أثر ملموس على نتائج القمة في الوثائق الختامية. وتعمل الدول العربية من خلال فريق العمل المذكور بالتنسيق بنفس الأسلوب المتبع في المرحلة الأولى لتحقيق النجاح المطلوب إن شاء الله في المرحلة الثانية. ٭ مدير عام الشؤون الدولية والإعلام هيئة الاتصالات وتقنية لمعلومات