رحمك الله أبا يارا... رحمك الله أيها الوزير السياسي الديبلوماسي الأديب الشاعر المثقف، خير من مثل وطنه وخدم أرضه. عرفناك أديبا وشاعرا مميزا تنتهج مدرسة تميزك عن غيرك وعرفناك شخصية قيادية محنكة وصاحب كاريزما وحضور قوي واضح للعيان وثقافة ووعي وبعد نظر صاحب المهمات الصعبة. حقا أنصفوك عندما وصفوك بأنك شخصية استثنائية وانك أمة في رجل في عصرنا الذي نعيش، كابدت الحياة وكابدتك، ما أروع تلك الإنجازات التي ستخلد ذكراك بيننا، فوزارة الصناعة والكهرباء والصحة وأخير ا العمل كل أروقتها تشهد لك ببصمات وانجازات عظيمة تنبىء أجيالا قادمة عن عقلية رجل اداري عظيم مخلص صادق في قوله وعمله. رحمك الله أبا يارا.... فقد كنت عدة شخصيات في رجل واحد، هنيئا لك بما ميزك الله به من وضوح وتواضع واخلاص وجد واجتهاد في عملك فلم تبلغ مابلغت من صيت وسمعة من فراغ. فقدنا بموتك قيمة انسانية كبيرة ستبقى بيننا على مر الأيام، وتلك مؤلفاتك وانجازاتك تشهد لك عبر الزمان. وهاهو بين يدي كتاب من كتبك التي خطتها أناملك بعنوان (ثورة في السنة النبوية) استوقفني عنوانه بالإضافة الى مؤلفه لأقتنيه وأقرأه، ان كان غالبية الناس تتحدث عن كتب مشهورة لفقيدنا كحياة في الادارة وشقة الحرية والعصفورية ولكنني أجد فرصة لإلقاء ضوء على هذا الكتيب الصغير الذي يتحدث فيه القصيبي عن تأملات لأحاديث نبوية شريفة بعد قراءة متأنية مستشعرا -رحمه الله- عظيم الاقتداء بسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في أمور ترتبط بحياتنا اليومية ونحن في غفلة عنها ولم يغفل عنها عقل المفكر والأديب والشاعر غازي القصيبي. هنيئا لك أبا يارا أن اختارك الله في هذه الأيام المباركة بعد رحلة عناء ووجع ومرض جعله الله كفارة لك ورفعا لدرجاتك سائلين الله لك جنة الخلد ورحمة وغفران رب العالمين في هذا الشهر المبارك لتكون خاتمة حياتك التي خدمت فيها الوطن وأجزلت الكثير من العطاء ، وخالص العزاء لأهلك وذويك ومحبيك ولوطنك الذي أحبك وبادلك الحب بالحب. إلى رحمة الله أبا يارا وتقبلك الله قبولا حسنا.