تورط القذافي في جريمة محاولة اغتيال الامير عبدالله بن عبدالعزيز تكشف للعالم من جديد نوعية القيادة الليبية المهلهلة الرعناء التي لا تتورع عن ارتكاب اية جريمة مهما كبر حجمها بدم بارد، وقد لا يستغرب من الزعيم القذافي تورطه في هذه المحاولة الخسيسة واللئيمة حين استقراء تاريخه الدموي الاسود الملطخ بالدماء، فذاكرة العالم ما زالت تختزن مقتل ركاب الطائرة المدنية الابرياء في لوكربي، ومازالت تختزن تطاير جثث المدنيين في مقهى قام بتفجيره، ومازالت تتذكر خططه لاغتيال شقيقه وابن عمه، ومازالت تتذكر سلسلة من الجرائم التي ارتكبها القذافي ثم انكرها وتنصل منها وراح يغطيها بستار حملاته المحمومة ضد الارهاب رغم انه يقف على رأس الارهابيين المتمرسين في ارتكاب الجريمة ما صغر منها وما كبر، وليس غريبا ان يعض القذافي اليد التي امتدت اليه لانتشاله من ورطته في لوكربي، فقد نشطت الدبلوماسية السعودية التي قادها الامير عبدالله بن عبدالعزيز لانقاذ الزعيم الليبي من هجمة عسكرية كبرى كانت ستشن عليه للانتقام من افعاله الاجرامية حينما اسقط تلك الطائرة المدنية، ولابعاد الشعب الليبي الشقيق من مآزق جديدة، فكان الجزاء ان حاول القذافي ارتكاب تلك المؤامرة الدنيئة التي تضاف الى سلسلة من مؤامراته التي مازال يحيكها في السر والعلن، وبدلا من حرص الزعيم الليبي على حفظ ذلك المعروف قام بارتكاب مؤامرته تلك، وما يرتكبه القذافي خارج الحدود الليبية يقوم بارتكابه في الداخل في ظل تعتيم ليس بخاف على الليبيين الذين يعانون الأمرين من حكم هذا الزعيم الجائر، فكما بدد الاموال الطائلة على الجماعات الارهابية وعلى الجيش الايرلندي فان ملفات انتهاكاته لحقوق الانسان في ليبيا آن لها ان تفتح، وآن للامم المتحدة ان تقف على حجم الفقر المدقع الذي يكتوي بألسنته الليبيون في اغنى دول العالم قاطبة، بينما يبدد (الزعيم الاوحد) الاموال على تمويل الارهابيين والتخطيط للمؤامرات والاغتيالات والخطف في كثير من بقاع الارض.