من يتفحص بأم عينه تاريخ القذافي منذ اعتلائه سدة الحكم في ليبيا وما في صفحاته السوداء من مؤامرات ودسائس وقتل واختطاف وانغماس في بؤر الارهاب لن يعجز عن اكتشاف ان هذه الشخصية المهزوزة غير سوية وتفتقر الى ابسط مفردات التوازن والسلوكيات المسؤولة، فصفحات تاريخه مليئة بنقاط سوداء ما زالت تمثل شؤما على حياته الحافلة بأخطاء سياسية فظيعة ما زال القذافي يرتكبها بنزعة حبه للزعامة، فقد ورط بلاده التي منيت بحكمه في تلك البؤر المخزية كاعتقاده بنظرية الثورة الكونية التي يحمل مسؤولياتها الكبرى - كما يظن - وقد كانت هذه النظرية الجنونية وراء سلسلة من الخطوات الارهابية التي ارتكبها بدم بارد كمده الفصائل الايرلندية بمختلف اشكال الدعم لمقاومة البريطانيين واشعاله نار الفتن ابان الحرب الاهلية اللبنانية والايعاز لعملائه بطرد الفلسطينيين خارج الحدود الليبية المصرية ثم تنصله من انتسابه للعرب والمسلمين لتحقيق نزعته في الزعامة في الوقوف على رأس الولايات الافريقية التي اقترحها على الزعماء الافريقيين ثم اعترافه المعلن بجريمتي لوكربي واسقاط احدى الطائرات الفرنسية المدنية، وضلوعه المباشر في التفجيرات الالمانية، وغيرها من التجاوزات التي تحملها صفحات تاريخه المليئة بالمخزيات والجرائم، وازاء ذلك فان محاولته الدنيئة بتوظيف بعض الارهابيين للاعتداء على سمو ولي العهد - حفظه الله من كل سوء - ليست مستغربة من شخصية فاقدة لرشدها وصوابها وتوازنها وغارقة الى ذقنها في اوحال نزواتها وجنون عظمتها وغرائزها الشيطانية النكراء، فهذه المحاولة تضاف الى صفحات تاريخ القذافي السوداء وما فيها من ادوار لا تنم الا عن عقلية ارهابية غير سوية دفعته الى الاعتراف بها علنا امام العالمين خوفا من السقوط من على كرسيه المهزوز كما سقط صنوه في التآمر والديكتاتورية وسياسة ركوب الرأس والعنجهية ونزعة الزعامة صدام حسين، فالفضيحة الجديدة تنم عن فقدان هذه الشخصية روح العقل والحكمة والاتزان وانغماسها في بؤر الشر والاحقاد والضغائن، فمحاولته الدنيئة ردت الى نحره خزيا وعارا وشنارا وفضحت نفسيته المريضة التي وصلت الى اسوأ وأخطر حالاتها.