لم يكن احد يتصور ان الخلاف مهما بلغت حدته بين المملكة وليبيا قد يصل الى مرحلة اقدام القذافي على تدبير محاولة اغتيال سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله من كل سوء ومكروه - فالخلافات العربية/العربية أضحت مألوفة منذ عقود، ولكنها لم تصل مهما كبر حجمها الى مرحلة القتل، غير ان من يعرف سياسة القذافي واساليبه في الحكم وشعاراته وتاريخه الاسود قد لا يستغرب اقدامه على هذه المحاولة الدنيئة، فوقفة سريعة على تصرفات هذا الزعيم يمكن الخروج بعدها بنتيجة لا يختلف عليها اثنان وهي انه لا يجيد غير رفع الشعارات وممارسة مختلف المؤامرات على الشعب الليبي اولا وعلى كثير من شعوب العالم التي منيت بتصرفاته الهوجاء، وكان بامكان القذافي بامكانيات بلده الهائلة ومكانتها الاقتصادية ان يجعلها مؤثرة واكثر استقطابا واحتراما بين شعوب الارض بيد انه بحماقاته المتلاحقة ادى الى إلحاق الضرر بسمعة بلاده، فقد عرف بتورطه في اكثر من مؤامرة، وعض اليد التي امتدت لإنقاذه وانتشال بلاده المنكوبة بزعامته، فدول العالم بأسرها تدرك اهمية التحرك السعودي النشط ابان وصول قضية لوكربي الى ذروة تعقيدها، وكيف استطاع هذ التحرك على القنوات السياسية والدبلوماسية ان ينقذ القذافي من ازمته الصعبة التي مرت به، وها هو يرد الجميل بمحاولة الاغتيال التي تضاف الى مؤامراته التي لا تحصى ولا تعد، والتي ادت الى وصول ليبيا الى ما وصلت اليه اليوم من تدهور اقتصادي ملحوظ رغم انها تعد من اغنى دول العالم، ويبدو واضحا للعيان ان القذافي يترسم الطريق الذي سار عليه طاغية بغداد المخلوع، فكلاهما يسيران على مسالك التآمر والجريمة والارهاب، احدهما سقط غير مأسوف عليه، والآخر سوف يسقط لا محالة في زمن يحكم العالم بأسره الخناق على الارهاب والارهابيين.