العقلية المريضة التي يتمتع بها القذافي التي دفعت الى تورطه في عديد من الممارسات الارهابية الشهيرة التي اساءت لسمعة بلاده التي أدت الى ضرب طوق من الحصار الدولي الشديد حول طرابلس هي نفس العقلية المهلهلة الضالة التي تورطت في محاولة الاغتيال الدنيئة التي دبرت لسمو ولي العهد - حفظه الله من كل مكروه وسوء - وصاحب هذه العقلية رغم محاولته الافلات من كل ورطة وجريمة الا ان الاسرة الدولية بحاجة ماسة اليوم لمعالجة هذه النفسية المريضة واحتواء افاعيلها الاجرامية وفقا لمسالك حاسمة تضع حدودا قاطعة لاستهتار هذا الزعيم الناكر لكل جميل ووضعه في مكانه المناسب بين الارهابيين والمغرضين والحاقدين والمضمرين الشر لكل الامم والشعوب، وليس غريبا على عقلية مريضة غارقة في بؤر احلام عظمتها ان تتنكر لما بذله سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز طوال ازمة لوكربي من جهود واضحة عبر مختلف القنوات السياسية والدبلوماسية لانتشال هذا الزعيم من ازمته وانقاذ الشعب الليبي من معاناته الصعبة وابعاده عن ضربات عسكرية قاصمة كما حدث لطاغية بغداد المخلوع، غير ان القذافي نسي هذا الجميل وحاول ان يعض اليد التي امتدت لمساعدته، وذلك ليس بمستغرب على صاحب تلك العقلية المريضة، فالطبع دائما يغلب على التطبع، وطالما تورط صاحب هذه العقلية في سلسلة من الجرائم والتفجيرات والاعمال الارهابية العديدة، فليس بمستغرب اليوم ان يرد الجميل الذي اسداه له سمو ولي العهد بتلك المؤامرة الدنيئة المغايرة لأبسط المقاييس والمعايير الاخلاقية والسلوكية والعقلية، ولعل المدهش في صاحب تلك العقلية المريضة انه يحاول التملص من مؤامراته ودسائسه وخياناته وجرائمه من خلال ادانته للارهاب وشجبه لاعمال الارهابيين في كل مكان، وتلك لعبة مكشوفة يمارسها الزعيم الليبي كما مارسها من قبل صنوه في الاجرام والارهاب والتخريب صدام حسين، فهما وجهان لعملة واحدة، فكما سقط طاغية بغداد بتلك السقطة الفظيعة غير المأسوف عليها فان الدائرة كما يبدو سوف تدور على طاغية طرابلس لتضع حدا قاطعا لجنونه وتهوره وطيشه، وتنقذ الشعب الليبي الشقيق من حماقات زعيم أراد دائما التشبه بحماقات صدام وتصرفاته الهوجاء التي أدت الى تقليم اظافره بعناية بالغة وفائقة.