إذا سرنا في مدينة الأقصر تطالعنا المعابد الفرعونية بأعمدتها الشاهقة والمعالم الأثرية العديدة بنقوشها وألوانها التي تؤرخ لاعظم حضارة عرفتها الأرض بجانب عشرات المواقع التي يجرى التنقيب فيها لكشف شواهد أثرية جديدة. تحتاج هذه الآثار بالطبع إلى صيانة دائمة وحماية من فكي الطبيعة والزمن اللذين يعملان بلا رحمة في تفتيت الآثار. وان كان ذلك على مراحل فالخشب يبلى أسرع من الطوب والطوب يختفى أسرع من الحجارة وكلنا يعرف الطرق الفعالة التى تستخدمها الطبيعة فى تفتيت الاثار والمعالم التاريخية.. انها الزلازل والفيضانات والانهيارات والحرائق فضلا عن أعمال الإنسان والحيوان. فكم من القصور القديمة فى اسكتلندا فتت الجليد أحجارها. وكم من القصور فى بلاد ما بين النهرين دمرت الأمطار طوبها. وكم من التماثيل اتلفتها العواصف والرمال وغطتها تماما مثلما جرى لتمثال أبو الهول الشهير في الجيزة. ويعد الانسان المعاصر وآلاته اكبر مصدر خطر على الاثار فالجو الملوث يعمل على اسودادها وتشويه منظرها. وفى مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر لا تهدأ أعمال الصيانة والترميم لاثار المدينة التى تضم عشرات المعابد والمعالم الأثرية وما يقرب من 600 مقبرة وذلك في إطار الجهود المتواصلة للمجلس الأعلى للآثار المصرية لترميم وإنقاذ آثار مصر والحفاظ على تراثها الإنساني النادر حيث تجرى أعمال ترميم معماري للأرضيات والسقوف والجدران وأعمال ترميم دقيق للنقوش والرسوم بجانب حفظ وتقوية ألوان مقابر الكرنك وهابو وسيتى الأول والرامسيوم وبعض مقابر الأشراف ودير المدينة ووادى الملوك. ويدهش المتابع لاعمال الترميم الجارية لاثار الأقصر ان الكثير من المرممين وأكثرهم خبرة ليسوا من الدارسين هذا العلم.