بيوت من الطين .. تحكي واقع الحال ازقة هنا وهناك تربطها وتحكي .. واقع الحال بيوت مهدمة جدران تهاوت... ابواب... مشرعة وتحكي واقع الحال نوافذ حزينة .. ذبلت بها ..مشاهد رؤيا.. واحلام عيون .. كانت... بجانبها... ترقب.. خفق القلب .. ولوعة الاسفار كم احتوى .. هذا الثرى من ذكريات وكم به .. من رفات ناس .. كانوا هنا في اعماق.. هذا الثرى.. صوت اجدادي... وحنينهم .... وكل عواطفهم الاشجان كم دار.. من نقاش بينهم؟ تسامروا.. تشاكوا.. وتعالت اصوات اوجاعهم كم تعالت ضحكات افراحكم؟ كم هللوا وسبحوا لله.. ودعوا لبعضهم؟ بيوت ... كانت تحمل دفء الحياة ودفء اجسادهم.. وصدى.. الهمسات مروا.. من هنا ذهبوا .. ودع بعضهم بعضا.... بكى بعضهم .. بعضا... وفي النهاية .. من هو الباكي؟ من يرثي البكاء .. والاطلال؟! احفادهم... نزحوا.. المكان... ليس... مكانهم .. المكان ليس للعظات أو الفخر تلاشت ..قمم الرجال... وتناثرت طناجر النساء مررت بها .. لم أجد... لا نسبا... ولا حسبا من كان يسكن هذا البيت ؟َ! من كان يمشي في الطرقات؟1 من كان يحكي للأطفال .. قصة الطين المزخرف؟! هذا .. كان بيت.. فلان من الناس.. اليوم أحسبه... على الارائك ... لا يذكر الماضي.. وآخر.. قال... ينادي: انا... بيت فلان من الناس.. وقد كنت قصرا كبيرا .. محل فخر... ومقصد .. المحتاج والشورى اليوم .. اصبحت كومة طين... لا قيمة لي... ولا شأن. واصلت... تجوالي... في (الكوت)... في أزقة الماضي رأيت الناس تدعوني .. وقد ماتوا رأيت نساء .. يقلن شكرا .. ايها الحادي رأيت اطفالا .. يلعبون (الهول) تنادوا... تجمعوا ..حولي. رأيت ابتسامات... طلت علي... من النوافذ... على استحياء... ترقبني ابواب... فتحت... مصاريعها... برجال هاماتهم .. كرم... تدعو... تفضل ايها الحادي سالت على الخد .. دمعة لم اعرف لها طعم.. تغير الطين .. زيارة... (الكوت)... انستني .... زيارة ...(الكوت) ايقظت.. بداخلي... مخزون اجدادي رأيت فيها .. وحولها... قوم... طينهم ليس من طينها تغير الكلام .. ساد صمت الزمان انقرض الكلام الطين... مثلي .. غريب ولا الصدى... فيه مسموع دخلت .. منسلا... خفت على نفسي... من غربة مكان .. كان يعج... بأمثالي من الاهل لم يعد هناك أهل ..كلهم... اصبحوا... اجناسا من البشر الاخرى... اغراب... تناثروا في (الكوت). اين من كان ينادي... مبروك... جالك ولد.. مبروك... هذا الولد ؟ مبروك هذا الولد؟ اين من كان ينادي اليوم .. عرس حمد؟ اين من كان ينادي .. تفضلوا للعشاء.. أين من كان ينادي... جاركم... محتاج... تعالوا نقتسم... كسرة الخبز.. وحبة التمر؟ أين من كان ينادي .. حياكم .. البيت بيتكم... تفضلوا ..حياكم... يا هلا والله ومرحبا؟ أين من كان ينادي... هذه الايادي... تعاونوا؟ وقفت... صامتا كجدار... الطين المحه... ويلمحني... اساله... ويسألني.. بكى... وبكيت... وفي دربي مضيت سجلت الكثير .. من الآهات على (الكوت)... وهكذا مضيت تراجعت .. خشية انسحبت .. رهبة ... اشتكت لي حالها .. وسمعت اصواتا بداخلها... سمعت صوتي .. فزاد خوفي تراجعت مشيا... ابحث عن مخرج.. يبعدني... عن غربة الماضي... تركت اجدادي .. وتلك بيوتهم... تحكي .. كيف انهم... سجلوا... بوجودي... كلمة.. للتاريخ .. تحكي... انني... منهم احمل بداخلي دم .. عربي ضخه .. آبائي واجدادي ذهبت بعيدا .. لم يعد يروق لي المكان والبيت والطرقات خلت نفسي . شيئا جديدا ولكن.. بقيت في داخلي طينة الكوت مات بانيها نعم.. ولكن بقيت حيا لكم اروي .. قصة الكوت قصة .. جدي وابي .. قصة ... الماضي بيوت الطين ولّت لم هناك .. لها سوق خارج الكوت بنيت مع الجيران.. الف كوت جديد .. وبطين جديد تغير الطين لا طين ولا بشر رفاتهم .. بدمي .. حيث شئت.. انقله في النعمة معي .. يعيش حيث يحلو .. لي العيش الكوت .. انسان ومشهد ولحاف مزخرف بالنقوش .. الكوت ..أرضا وكل الارض .. دور .. لنا .. وحقول لأجدادي .. فضل .. كوني من الكوت الكوت.. حي .. في الهفوف قديم الكوت قرى .. بلادي المنسية الكوت .. منازل وازقة مهجورة الكوت ..يا صرخة الماضي والباقي عليك