رأى محللون اقتصاديون وخبراء في شؤون النفط ان الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطا على منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لزيادة انتاج النفط من اجل لجم الاسعار، لكنها في الواقع المستفيد الاول من ارتفاع الاسعار. وقال الخبير الاقتصادي اللبناني مروان اسكندر: ان الامريكيين يستفيدون واقعيا من ارتفاع اسعار النفط لسببين أحدهما انه يؤدي الى زيادة الطلب على الدولار والثاني ان 50% من استهلاك الولاياتالمتحدة يأتي من انتاجها الداخلي. وأوضح ان الامريكيين يستفيدون من ذلك مباشرة في زيادة الطلب على الدولار لأن ثمانين مليون برميل من النفط تباع في العالم يوميا واذا ارتفع سعر البرميل الواحد دولارين فقط لبلغت الزيادة على الطلب على الدولار 160 مليون دولار يوميا. اما الفائدة الثانية، فقال الخبير نفسه انها تأتي من كون الامريكيين يغطون خمسين في المائة من استهلاكهم من انتاجهم الداخلي. واشار الى ان اليابان ومعظم الدول الاوروبية باستثناء بريطانيا، لا تنتج نفطا لذلك تدفع ثمن كل مستورداتها النفطية لذلك فهي معرضة للضرر الأكبر بسبب ارتفاع الاسعار على حساب ميزان المدفوعات والنمو الامر الذي يناسب امريكا. كما اشار الى ان سعر البنزين لدى الامريكيين هو الادنى بين جميع الدول الصناعية الاوروبية بالنسبة لدخل الفرد، موضحا ان الضريبة على استهلاك البنزين في الولاياتالمتحدة تبلغ 27% فقط بينما تبلغ 75% في فرنسا و78% في المانيا. وأكد أنه لو أراد الامريكيون خفض الاستهلاك من اجل استقرار السوق وتراجع الاسعار لاتخذوا قرارا بزيادة الضرائب على استهلاك البنزين فيحققون انخفاضا في عجز الخزينة وتراجعا في الاستهلاك في الوقت نفسه. ورأى اسكندر ان فاعلية الزيادة في انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) مرتهنة بسياسة الاستهلاك التي ستتبعها الولاياتالمتحدة التي تمتص اكثر من ربع استهلاك العالم من البنزين (بين 30 و35%). ومن جانبه أعلن وزير النفط الإيراني بيجن زنجنه أن منظمة أوبك قد تتوصل إلى اتخاذ قرار بإلغاء الزيادة الإضافية، و حجمها 500 ألف برميل يوميا في أغسطس، وذلك في حال ما انخفضت أسعار النفط بشكل كبير خلال شهر يوليو، موضحا أن الاتفاق الذي أبرمته المنظمة بزيادة الإنتاج يهدف إلى خفض أسعار النفط المرتفعة. و رحبت اليابان بقرار منظمة (اوبيك) حيث عبر وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني شوشي نكغاوا عن ارتياحه وترحيبه بالقرار، قائلا اني احترم مجمل القرار الذي اصدرته منظمة اوبيك، كما رحب وزير المالية الياباني ساداكازو تانيغاكي بالقرار الا انه قال ان المعدلات الحالية لاسعار النفط الخام غير مرحب بها بأي شكل من الاشكال لما له من تأثير على الاقتصاد العالمي والدول النامية. ودعا تانيغاكي الى مراقبة اسواق النفط العالمية واخذ الاجراءات اللازمة للتخفيف من تأثيرات ارتفاع الاسعار السلبية على اقتصاديات الدول. وتعتبر اليابان من اكثر الدول المستهلكة للنفط الخام بعد الولاياتالمتحدة والصين. وعاد وزير النفط القطري عبد الله بن حمد العطية ليؤكد من جديد ان التقلبات السياسية والنفسية هي التي تؤدي الى ارتفاع اسعار النفط، مبررا مسألة ارتفاع اسعار النفط بالسوق والتقلبات السياسية والنفسية مثل الخوف او الرعب من انقطاع الامدادات، مشيرا الى ان المضاربين يلعبون باستقرار السوق، وليس صحيحا ان الامدادات ستنقطع لان الاحداث لا تؤثر عليها. وأكد وزير البترول المصري سامح فهمي حرص مصر (وهي ليست عضوا في اوبك) على الحوار بين كافة الدول المنتجة والمستهلكة للنفط لتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية والوصول الى سعر متوازن يحقق المصلحة المشتركة للطرفين وبما يؤدي الى زيادة النمو الاقتصادي العالمي. وأعرب عن قناعته بضرورة زيادة مستويات الانتاج من جانب الدول الاعضاء في أوبك أو من المنتجين خارجها بما يعطي رسالة ثقة واضحة منها الى الأسواق العالمية وبما يدعم ويساند الأسعار المتوازنة للبترول. وقال فهمي: إن الارتفاع الكبير في الاسعار العالمية للنفط يضر بالاقتصاد العالمي ويؤدي الى زيادة معدلات التضخم مطالبا في الوقت نفسه بأهمية تحديث قاعدة البيانات الخاصة بالدول المنتجة والمستهلكة للبترول باعتبار أن ذلك يمثل مشكلة رئيسية في عدم الاستقرار للعرض والطلب العالمي. سامح فهمي تيجن زنجنه