عزيزي رئيس التحرير كلما فتحنا صحفا ومجلات وجدنا أعمدة من المقالات اما رجلا يتحدث عن ظلم المرأة, واما امرأة تقص قصة عن تسلط الرجل, وكأن كل واحد يعيش في مملكته ويستميت حتى يحافظ على مافيها من سلطة ونفود وقوة.. اما آن لنا ان نقف لحظة ونتأمل في حالنا نعم حالنا.. لنرى كيف يخاطب سبحانه وتعالى عباده في محكم كتابه الكريم (يا ايها الذين آمنوا) (يا أيها الذين اتقوا) (يا ايها الناس) سبحانه الله يخاطب امة محمد برجالها ونسائها.. بذكرها وانثاها بيا أيها الذين آمنوا اتقوا الناس ولم يناديهم بيا امرأة ويا رجل والخطاب عام لان كلا منهما قطبان مختلفان ولكن يكملان بعضهما البعض.. وانهما وجهان مختلفان لحياة واحدة. فلابد ان ندرك بعقولنا وقلوبنا ان الرجل لايستغني عن امه وزوجته وابنته واخته وكذلك المرأة لاتستطيع ان تعيش بدون اب او اخ او زوج او ولد. كفانا تعاليا وعزة وانفا فكل ما سبق هدد بيوتنا واسرنا وشتت فلذات اكبادنا. فكثرت القضايا والمشاكل وكأنهما في حرب الرابح هو الذي ينتصر لكرامته وجنسه وعزته. تعددت الاسباب ولو بحثنا عن السبب الرئيسي وراء هذه القضايا او الحروب الزوجية لوجدنا ان منبعها واحد وهو الشيطان (لعنه الله) حين يصور للرجل انه مسلوب الارادة, ضعيف الشخصية, وان المرأة هي المسيطرة التي تكيد له المكائد العظيمة.. وانها.. وانها.. وانها. فموقف الرجل هنا هو المدافع عن حقه وشخصيته وكيانه المسلوب اما المرأة فيصور لها انها ذلك المخلوق الضعيف المظلوم والرجل هو الظالم واعتقد ان الشيطان زين لهما ذلك وساعدت التربية والمفاهيم التي تشربها كل منهما ايضا فهو تربى على انه هو الرجل السيد الآمر والناهي, وان رجولته وقوامته تكمن في سلطته وجبروته ونفوذه وقوته.. وهي تربت على انها امرأة لاحول لها ولاقوة, ضعيفة, مستكينة, فهي تابع للرجل, وعليها ان تقبع في بيتها وتنتظر ذلك السيد لتطيعه وتنفذ اوامره دون نقاش او حوار.. وان تكلمت اونطقت فهي من المغضوب عليهن واصبحت خارجة عن الطاعة وحينما فتحت لها ابواب العالم الخارجي اخذت تنحى باتجاه خطير وهو ان تثبت للرجل انها تستطيع ان تنافسه وتحاربه بنفس المبدأ.. مبدأ القوة.. عالم غريب!! تناقضات عجيبة!! فكلاهما اخذ دور الآخر اعتقادا منهما ان هذا هو الحل ولكن تأبى فطرة الله ذلك. ولكي نعيد هذه العلاقة الى مسارها الصحيح ومنهجها الشرعي لابد من اعادة النظر وادراك الآتي: 1- الاحساس بمدى عمق هذه العلاقة الجميلة المفعمة بالمشاعر الدافئة والاحاسيس الرائعة التي لايشعر بها سوى القلب النابض بالسعادة الذي لايغمض له جفن حين يخدش او يجرح او يئد هذه المشاعر. 2- ان ندرك ان حق المرأة عظيم وان حق الرجل اعظم وانطلاقا من الادلة الشرعية.. ولكن اي الرجال واي النساء..؟ فالمرأة بحاجة للرجل الذي يستوصي بها خيرا, الذي يؤدي الامانة التي حملها الله اياه حين قال في محكم كتابه (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض) بما فضل وذلك بالنفقة واحتواء رعيته بحكمته وصبره وسعة افقه وعطفه وحبه. والرجل بحاجة للمرأة العاقلة... الودود.. الولود.. العؤود. 3- تفهم كل واحد طبيعة الآخر (فالرجال لهم سمات مشتركة وكذلك النساء) وهي السمات التي اودعها الله فيهما وكبقية التعاملات معهما والتوفيق بينهما. 4- الارتقاء بالتعامل مع بعضهما البعض والسعي الجاد لبناء علاقة ودور حمة بعيدة عن الانانية والمصالح الشخصية مبنية على الاحترام والتقدير. اسأل الله ان يعيننا على انفسنا وينور بصيرتنا ويهدينا الى الرشد.. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. المشرفة التربوية سهى سعود ابو بشيت