ما أن ولجت باب المخزن الفخم الضخم الخاص بعطور و "عدة " الغش النسائي من ماكياج وعطور نسائية، حتى شعرت انى ألغى من على كتفى الاخرى الصافية والمتصالحة مع ذاتها ، فهنا موقع ترتدي فيه النساء أقنعة من الالوان .. لجذب الرجل ، !!! قررت أن ابقى لعدة ساعات فمنذ زمن طويل لم أزر اماكن خاصة بفراشات الضوء واللون ولابسات الاقنعة !!! ..وجوه العاملات المبتسمة لحقيبة يدي ليست لانها من ماركة عالمية، بل لان بها ما سيملأ أدراجهن بما فى جوفها ، من اوراق نقدية ، اقبال بعضهن علي ، وتعريفي بمنتجاتهن من الوان جديدة للوحة تشكيلية صالحة لوجهى ، وشرح مميز لكل قنينة خدعة بكريماتها المرطبة البيضاء وما ستفعل بى ؟؟ وشامبوهات معطرة للجسم وعطر ليشمه لينجذب المهبول و" ينسطل " ويجري نحوي .. !!! جعلنى اضحك بصوت مكتوم انهن يبذلن جهدا خارقا لاقناع زبونة جديدة... تقدمت نحوى كبيرة الشياطين مسؤولتهن ، دققت فى وجهها ، محاولة قراءة الطيبة على ملامحها او ... الشر النسائى... فشلت ... فكمية الالوان من كيلوين ملوخية فوق عينيها، الى لون احمر فاقع على شفتيها، وكأنها التهمت طفلا حيا على التو ، وكحل شديد السواد يشبه خط الشارع السريع قباله بيتنا .. زاد جرعة التقعقع في داخلي.. قلت لها وانا امون عليها: .. اين انت ؟.. اجابتنى بسرعة انا امامك !! .. قلت لها احتاج لعدة سباحة لاغوص وسط كومة قش لارى ملامحك .. !! لا ملمح انسانى هنا على الاطلاق ، نعم يوجد ملامح لاكاذيب ملونة همست لنفسي ... يا تري ماذا يوجد فى هذه الرؤوس التى تختبىء تحت تلك الاصباغ ؟؟ .. دعتنى المسؤلة ام الملوخية النائمة فوق عينيها لكافتيريا بسيطة اصدق ما بها كوب القهوة بدون كريم او سكر ... ارتشفتها ببطء شديد .. الوجوه المنكسرة ذات العيون المنطفئة اجتمعن حولى احتفاء بى ... سألت بفضول نسائى : .. تري هل كسبتن ازواجكن بهذة الالوان ..؟؟ وما أن أغلقت فمي ... اي والله .. حتى انطلق .. الفحيح النسائى الشاكى لله ولي : قطيعة تقطع الرجالة وسنينهم !! رد فعلي اطلق صاروخا : ... أفا ... ليش ؟؟ ... فلحقتها اخرى زفت الطين جوزي ... وثالثة تشكو المر والمرار منه الامر الذي دفعها للعمل بمكان التجميل لتحس انها... انثى !! ... ألقيت نظرة سريعة على كل مركبات الالوان المنتصبة على ستاندات ورفوف المخزن الكبير و! شعرت انها لم تفعل شيئا !! .. ذلك ان البرواز الملون الذي قدمته عن نفسها كعروس مولد لم يقنع الآخر ، فبعد ان تذهب هذة الالوان تحت الغسيل لا يبقى الا جوهر الانسان ... معشره .. خفة دمه ... سنده ... كل هذة الالوان الخادعة لم تبن جسرا لتواصل روحي ونفسي وعاطفي بينهم ، فزاد النكد من العيار الثقيل الذي تعبر عنه عيونهن ... المتعبة !!؟؟؟