@ لم يعد مقبولاً استمرار مسلسل المهاترات اليومي في تقصي الحقائق بالملف المصري 2010 فقد خرج التحقيق عن مساره والسبب تعارض المصالح وتناقض النوايا وتحولت الجلسات السرية أصلاً إلى مصدر للإعلان عن كافة ما يدور مصحوباً بمبالغات إعلامية تثير شهية الناس المتابعين وفضول المتربصين. من المؤكد أن تقرير تقصي الحقائق سينضم الى مئات التقارير والملفات المنسية وبعد أيام تتبخر الضجة وتتلاشى الغضبة وهذه عادة مصرية ربما يرجع تاريخها إلى عصور الفراعنة، لا نكمل أبداً العمل الذي نقوم به ولا نسعى للاستفادة من سلبيات حدثت وأخطاء ارتكبناها، وننظر الى المغرب التي سقطت في خسارة اعتبرها اكثر إيلاماً من حصولنا على صفر، ومع ذلك لم نقرأ عن لجان تقصي حقائق ولم نسمع عن تبادل للاتهامات بالسرقات وتبديد المال العام كما يحدث في مصر، بل وعلى العكس تماماً تقدمت المغرب بعد أيام قلائل من خسارة مونديال 2010،. بطلب رسمي لاستضافة بطولة العالم للشباب لكرة القدم، ولم تتوقف الحياة هناك بل أعلن في الرباط عن استضافة احدى بطولات الجائزة الكبرى لألعاب القوى. ونحن ما زلنا نتبادل الشتائم والاتهامات التي لا تقوم على أدلة، وليت تقصي الحقائق ينتهي الى دروس مستفادة دون صراخ أو تفجيرات صوتية، ولكن يقيناً لن نصل الى نتائج إيجابية بل الى استمرار الأوضاع على ما كانت عليه. والغريب أن تقرير تقصي الحقائق الذي لم ينته إعداده حتى الآن، تم تسريبه الى الإعلام بأساليب تصل الى حد التناقض، وأشير الى ما تسرب عن توصية بفصل وزارة الرياضة عن وزارة الشباب، واستعادة المال العام الذي تم انفاقه خلال رحلات الاتصالات الخارجية وتأخذنا الحيرة حول ما يقال بإدانة وزير الشباب باعتباره المسئول عن اختيار أعضاء لجنة الملف، وما يقال في اتجاه معاكس تماماً بتبرئة الوزير باعتباره ضحية لتقارير غير صادقة وتعهدات غير أمينة. البيان الاماراتية