الشائعة مثل كرة الثلج.. تكبر وتنمو كلما تدحرجت.. أو مثل الزيت المغلي يشتعل اذا القينا عليه الماء.. وأثبتت التجربة صدق هاتين المقولتين! لقد مررنا بالأمس القريب بتجربة مريرة وقاسية في حربنا ضد الارهاب عندما اقتحم نفر من الفئة الضالة مجمعا سكنيا بمدينة الخبر وعاثوا فيه فسادا.. فقتلوا ما قتلوا وحرقوا ما حرقوا.. واحتجزوا عددا من البشر كرهائن ودروعا بشرية حتى تم تحريرهم.. والقضاء على هذه الفئة بفضل رجال الأمن البواسل. ولكن منذ بداية الحدث وحتى نهايته وما مررنا به من مآس وآلام كأننا أمام فيلم رعب طويل انتشرت الشائعات بيننا انتشار النار في الهشيم.. وتعدى الأمر الجلسات الخاصة الى الجلسات العامة الى ساحات الانترنت حيث الفضاء أوسع حتى تحول الأمر وكأننا نعيش حربا والامهات رفضن خروج الأبناء إلا في الضرورة القصوى. ان الشائعات خطر كبير.. ومعول هدم لأي مجتمع يمر بهذه الظروف.. وبدلا من أن نتكاتف جميعا لمواجهة الأزمة بدأنا نطلق شائعات سوداء غير مسئولة من شأنها أن يكون لها رد فعل سيئ مما يؤدي الى ايجاد حالة من الذعر والتوتر وعدم الهدوء بين الناس. لقد شهد العالم كله ببراعة رجال الأمن الشجعان في تفاعلهم مع الموقف العصيب، وما اسهل وايسر من اقتحام المبنى حيث يحتجز الرهائن.. وما ايسر واسهل من هدم المبنى على رؤوس من بداخله ولكن كان لتعقل الأجهزة الأمنية وحسن ادارتهم لسير المعركة ان وضعوا سلامة الرهائن في المقام الأول وهو ما أشاد به العالم اجمع وفي المقدمة الرئيس الأمريكي نفسه، واعترف به السفير البريطاني في المملكة شيرارد كوبر كولز حيث أشاد بالقدرة الاحترافية لرجالنا البواسل، تلك القدرة التي مكنتهم من تحرير الرهائن بدون خسائر مقدمين حياتهم فداء للوطن. عندما نرى كل هذه التضحيات تبذل ونحن لا نفعل شيئا سوى مشاهدة التلفاز وقراءة الصحف واطلاق الشائعات المغرضة وندعي بحدوث مالم يحدث فهذا أمر مرفوض ويجب أن نواجهه بحزم لأن هؤلاء الذين يطلقون الشائعات لا يقلون خطرا عن الفئة الضالة وربما أكثر، وحسنا فعلت وزارة الاعلام بالسماح لممثلي وسائل الاعلام الأجنبية بنقل محايد لما يحدث ونشر تفاصيل الحدث أولا بأول حتى لا يحدث تضخيم أو تهويل. ان الشائعة خطر كبير يهدد المجتمعات الآمنة وسلاح من أسلحة الارهاب.. تساعد على النيل من لحمة هذا الوطن والتشكيك في منجزاته وهو ما لن يحدث أبدا. نائب شيخ قبيلة الدواسر