يمكن رؤية ما كان "نجم" القمة العالمية بشأن الطاقة المستديمة التي عقدت قبل عامين في جوهانسبرج بجوار الطريق الرئيسي المؤدى إلى بريتوريا. فهناك جهاز ضخم لتجميع الطاقة الشمسية يسطع في الشمس في فناء بنك التنمية الجنوب أفريقي. بيد أن هذا الجهاز الذي يستخدم تقنيات متقدمة به عيب ألا وهو أن القرص المستدير الخاص به نادر ما يتم توجيهه بطريقة سليمة مما يجعله غالبا موجها صوب الارض بدلا من أن يتوجه إلى الشمس. وهذا الجهاز الذي هو أشبه بالمعلم الاثري يمكن اعتباره رمزا لاستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في أفريقيا. وغالبا ما يتساءل الزائرون عن سبب عدم وجود مزيد من الخلايا الشمسية فوق أسطح المباني في قارة تبدو وكأنها تسبح في أشعة الشمس. ويفسر ديفيد اوتينو عضو منظمة "سولارنت" الكينية المعنية بالحفاظ على البيئة هذا الامر قائلا "لا يقدر على هذا الامر (استغلال الطاقة الشمسية) إلا أولئك الاشخاص الذين لديهم الكثير من المال". وقال أوتينو إن ما يقدر بمائتي ألف منزل يستخدم الطاقة الشمسية. وتبلغ تكلفة استخدامها 500 يورو (600 دولار) على الاقل لشراء المعدات الخاصة بتحويل أشعة الشمس إلى طاقة وهي تكلفة تعادل حوالي نصف متوسط الدخل السنوي للفرد في كينيا. وتتبنى هذا الرأي أيضا بيتى بايتكه خبيرة الطاقة الشمسية لدى شركة "دي.إي.جي" الالمانية للاستثمار والتنمية. وقالت بيتى "في جنوبي ناميبيا أظهرت قياسات أنه من خلال أشعة الشمس وحدها يمكن إنتاج ثلاثة آلاف كيلووات-ساعة من الكهرباء سنويا لكل متر مربع .. هذا المعدل يفوق مثيله في كاليفورنيا عدة مرات". وليس ثمة ما يدعو للغرابة عنذئذ أن يحث برنامج الاممالمتحدة للبيئة على استخدام الطاقة الشمسية في أفريقيا. وعكف البرنامج طوال ثلاثة أعوام على جمع بيانات تتعلق بالبحث الذي أجراه حول إمكانيات طاقة الرياح والطاقة الشمسية في القارة. وفي العديد من مناطق القارة الافريقية لن تدخل الطاقة الشمسية في منافسة مع مصادر الطاقة التقليدية مثلما هي الحال في أوروبا إذ أن شبكات الكهرباء لا تتخطى في الغالب حدود المدينة في أفريقيا. وعلق ايريك اوشر خبير الطاقة الشمسية في برنامج الاممالمتحدة للبيئة على ذلك بقوله "السؤال الذي يطرح نفسه هنا ليس "الطاقة الشمسية أو الفحم" ولكن الطاقة الشمسية أم عدم وجود كهرباء؟". وفي زامبيا على سبيل المثال، لا تصل إمدادات الكهرباء إلا إلى خمسة في المائة فقط من السكان وتمثل الطاقة الشمسية المصدر الاكثر شيوعا للكهرباء في البلاد. وعلى النقيض من ذلك فإن بوتسوانا هي أكثر دول القارة استخداما للطاقة الشمسية في تدفئة المياه. وقال أوشر "قلما يجد المرء مبنى حكوميا هناك لم تستخدم فيه الطاقة الشمسية في تدفئة المياه". وفي جنوب أفريقيا تشجع ألمانيا على توصيل الكهرباء إلى المناطق النائية. وبموجب فرض قيمته 8.15 مليون يورو بدأ العمل في مايو عام 2000 لتزويد 27 ألف منزل ومدرسة ومستشفى بالطاقة الشمسية.