كيف تتحول مكافحة الارهاب الى ارهاب معلن, يتم التخطيط له وتنفيذه بأساليب تتجاوز بمراحل كرامة الانسان وحريته وحقه في الحياة. هذا ما تفعله امريكا بحجة مكافحة الارهاب, في العراق وافغانستان وغوانتانامو واماكن اخرى من العالم.. وهذا ما تنفذه اسرائيل ضد الفلسطينيين وبمباركة امريكية مطلقة ودعم امريكي غير محدود, وفي الحالتين او لنقل في الحالة الامريكية الاسرائيلية - وهذا اقرب الى الصواب - يرفع شعار مكافحة الارهاب, ولكن بهذه الاساليب الارهابية البشعة: القمع.. مصادرة الحرية.. الاذلال والقهر.. والتصفيات الجسدية في تحالف امريكي اسرائيلي معلن. امريكا حامية الحرية وحقوق الانسان في العالم.. واسرائيل قلعة الحرية في المنطقة الشرق اوسطية, هكذا يريد الاعلام الصهيوني ان يوهم العالم, لكن الواقع يقول عكس ذلك, فامريكا واسرائيل تقدمان الدليل تلو الدليل على ان السيطرة هي الغاية مهما كانت الوسيلة, وان سرقة الاراضي والثروات هي الهدف, مهما كانت الذرائع والمبررات, ولم يعد التبرير الذي تمارسه الصحافة الغربية ينطلي على احد بعد ان اصبح وضوحه كالشمس في رابعة النهار, فهو ليس سوى تضليل مكشوف, دفعت ثمنه تلك الصحافة عندما منعت من ممارسة حريتها في نشر الحقائق التي قيل انها ستزيد من تأليب الرأي العام العالمي ضد امريكا نفسها وحليفتها المدللة اسرائيل, خاصة تلك الصحف التي تحاول الافلات من قبضة الصهاينة, وما ينطبق على الصحافة يشمل بقية وسائل الاعلام. لقد اعلنت امريكا حربا ضد الارهاب وتعاطفت معها دول كثيرة لان هذا مطلب دولي لاغبار عليه, لكن واشنطن في سبيل ذلك هدرت الكرامة البشرية, وداست على حقوق الانسان, وفتحت الابواب الواسعة امام اسرائيل لتمارس المزيد من الارهاب ضد الشعب الفلسطيني, فدخل العالم في نفق الارهاب المظلم, هذا النفق الذي لا يعلم نهايته الا الله.