أبرزت الصحف السورية الصادرة اليوم اهتماما برسالة الرئيس السورى بشار الاسد للعاهل الاردنى الملك عبد الله الثانى تتعلق بالوضع فى المنطقة والقرار 1636 0 وتحدثت عن مناقشة القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية الافكار والاراء الخاصة بتشريع قانون للاحزاب يسهم فى توسيع المشاركة الشعبية فى العمل السياسى وذلك خلال اجتماع لها امس برئاسة الدكتور سليمان قداح نائب رئيس الجبهة0 فى الوقت الذى يقر مجلس الشعب ا لسورى المرسوم 96 المتضمن تشكيل لجنة قضائية خاصة تتولى مباشرة اجراءات التحقيق مع الاشخاص السوريين من مدنيين وعسكريين فى كل ما يتصل بمهمة لجنة التحقيق الدولية المستقلة المشكلة بموجب قرار مجلس الامن رقم 1595 تاريخ 7/4/0 02005 واللجنة القضائية السورية الخاصة بالتحقيق فى جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الاسبق رفيق الحريرى تعلن مباشرة عملها بدراسة تقرير ميليس والاطلاع على افادات الشهود السوريين كما أكدت تعاونها مع التحقيقات الدولية واللبنانية 0 وفى العراق أخبرت عن مقتل أربعة جنود أمريكيين فى انفجار سيارة مفخخة على نقطة التفتيش كانوا يتمركزون فيها جنوب بغداد0 وبينت الصحيفة أننا أمام سابقة دولية اذ لاول مرة تمنح لجنة دولية منبثقة عن مجلس الامن هذه الصلاحيات الواسعة حيال دولة ذات سيادة وعضو فاعل فى المجتمع الدولى ملتزم بكل قرارات الاممالمتحدة التى يتعامل معها الاخرون بانتقائية عجيبة كالقرارين 242 و338 على سبيل المثال لا الحصر اللذين ما تزال /اسرائيل/ ترفض تنفيذهما بالتواطؤ مع الولاياتالمتحدة الاميركية0 وأشارت الصحيفة الى أن الضجيج المفتعل حول موقف سورية والتزامها المعلن والمؤكد على أعلى المستويات بالقرار 1636 لم يكن كذلك عندما رفضت /اسرائيل/ الالتزام بمئات القرارات الصادرة عن مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة وحتى فى رفضها استقبال لجنة التحقيق الدولية بجريمة جنين عام 2003 التى شكلها مجلس الامن الدولى برئاسة الرئيس الفنلندى كما لم يتعامل أحد فى المجتمع الدولى مع تقريرى جورج تينت وجورج ميتشيل اللذين وقفا على المجازر الاسرائيلية والارهاب الاسرائيلى المتواصل ضد الشعب الفلسطينى وقبل ذلك مجزرة قانا وغيرها وغيرها من الارهاب الموصوف والمعلن0 وقالت الصحيفة لقد داست /اسرائيل/ قرارات الشرعية الدولية وداست الادارة الاميركية الحالية ومعها الادارة البريطانية العلاقات الدولية طوال السنوات الماضية وتبدو عقلية التسلط اليوم فى صورة تماثل ما جرى للعراق وتشير مجددا الى محاولات القفز فوق القوانين الدولية والانسانية وجر المنطقة أكثر فأكثر نحو القلاقل وعدم التوازن0 وأكدت الصحيفة أن من حق المواطن السورى أن يكون عاتبا ومنزعجا ممن كانوا وراء القرار 1636 وتناسوا عن عمد مختلف قرارات مجلس الامن00 ومع ذلك فان سورية الحريصة كعهدها على القانون الدولى وعلى قرارات الشرعية الدولية تؤكد مجددا كما قال فاروق الشرع أنها /معنية باستقرار المنطقة وستتعاون بشكل كامل مع لجنة التحقيق الدولية على أمل أن يكون عملها مهنيا ويتوخى جلاء الحقيقة/0 ولفتت الصحيفة الى أن الادارة الاميركية تصر على المضى بنهج الغطرسة واشعال الحروب وخوضها بعيدا عن الساحة الاميركية ومواصلة التهديد للامن والسلام والاستقرار الدولى غير ابهة بكل هذا السيل من الاحتجاجات ومشاعر الغضب التى اجتاحت مجددا العديد من مدن وعواصم العالم وشملت الشارع الاميركى نفسه تنديدا بسياسة /سيد البيت الابيض/ ورفضا لها ولحربه المجنونة فى العراق والتى أودت بحياة عشرات الالاف من أبناء الشعب العراقى حتى الان وتسببت فى خراب وتدمير الكثير من مقومات هذا البلد وفى استنزاف أمريكا وجرح كبريائها وشرفها العسكرى والنيل من جبروتها كقوة أحادية مطلقة فى عالم اليوم تواجه الهزيمة والاندحار لها ولمشروعها الصهيونى المنشأ والتوجه0 وأوضحت الصحيفة أن الحرب على العراق المثقلة بفضائح بالجملة تتوزع ما بين الفساد والاتهامات بالكذب والتضليل وحجب الحقائق عن الناس والتلاعب بالمعلومات وفبركتها تسويقا وتبريرا للحرب ودفعا بالامريكيين لخوضها والكشف عن مواقع وسجون سرية للاستخبارات المركزية لاحتجاز السجناء فى الخارج وفى بعض بلدان أوروبا الشرقية وتسليط الضؤ على الفظائع والانتهاكات التى مورست وتمارس تحت لافتات مكافحة الارهاب ومزاعم الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان من أعمال تعذيب وقتل وحشى وابادة عرقية وتعد على حقوق الشعوب وحرياتها واستقلالها تشحن الاجواء وتسمم العلاقات حتى بين الاميركيين أنفسهم الذين يتوازعهم الانقسام الحاد بين معارض للسياسات الحمقاء والمغامرة ومؤيد لها انخفض اليوم الى مستوى الثلاثينات وهى موضع استياء واستهجان الامريكيين قبل غيرهم بشهادة الرئيس السابق جيمى كارتر الذى كال الاتهامات لادارة بوش واصفا اياها بأنها تسببت بانحطاط المعايير الاخلاقية لسياسة الولاياتالمتحدة0 وأكدت الصحيفة أن الديمقراطية التى يتاجر بها بوش ويزاود ليست شعارا وكلاما مجردا يطلق وانما فعل والتزام تقتضى أبسط قواعدها وشروطها الاحتكام الى الشارع ورأى الاكثرية الساحقة الرافضة لعقلية الحروب والاجتياحات والعودة بالعالم الى عهود القهر والاستعباد لا المشاكسة والعناد والاستمرار فى السباحة بعكس التيار وتستوجب الاقلاع عن ممارسة دور الشرطى العالمى وتصدير الموت والحرائق التى ما ارتدت ولن ترتد بغير الكوارث وتفجر براكين الكراهية 0 وقالت الصحيفة مع بدء اللجنة القضائية المختصة بالتحقيق فى اغتيال الحريرى بالاستماع للشهود تخطو سورية باتجاه التعبير العملى عن تحقيق مصالحها بالكشف عن قتلة رئيس الوزراء اللبنانى السابق رفيق الحريرى0 /انتهى / 1222 ت م