دأبت إدارة نادي النصر خلال الأيام القليلة الفائتة على إتمام العمل الاحترافي الذي بدأت به الموسم الرياضي، بعد أن استفادت من سلبيات الأعوام الفارطة، وبذلت جهودا مضنية لتلافيها. فبعد أن استقطبت عددا من اللاعبين المميزين من أندية أخرى لتعزيز صفوف الفريق، من أمثال يحيى الشهري وعبدالرحيم جيزاوي وكامل المر ومن قبلهم عبده عطيف ومحمد نور، قامت بتجديد عقود عدد من أعمدة الفريق الرئيسية الذين برزوا في هذا الموسم بشكل لافت وقادوا الفريق لصدارة دوري جميل للمحترفين قبل نهايته بثماني جولات وصعوده لنهائي مسابقة كأس ولي العهد للعام الثاني على التوالي، فبدأت بتجديد عقد مهاجم الفريق وهدافه الدولي محمد السهلاوي لخمس سنوات ثم تجديد عقد المدافع المتألق عمر هوساوي لأربع سنوات، وما تلا ذلك إلا تجديد عقد الحارس الأبرز في الكرة السعودية حاليا عبدالله العنزي لخمس سنوات مقبلة، وتعكف الإدارة حاليا على تجديد عقد المهاجم حسن الراهب الذي أعاد اكتشاف نفسه في النصر لمدة سنتين مقبلتين، وكذلك تجديد عقد الظهير الأيمن المتألق خالد الغامدي لخمس سنوات مقبلة، وفي نفس الوقت تعديل العقد السابق للاعب "الجوكر" شايع شراحيلي من خلال رفع القيمة المادية التي يتقاضاها سنويا وتمديده حتى عام 2019. وهذه الخطوة المثالية التي قامت بها إدارة النادي برئاسة الأمير فيصل بن تركي تهدف من خلالها إلى حفظ التوازن واستمرار حالة الاستقرار التي ينعم بها الفريق الذي يحارب على كل الجبهات وينافس على جميع البطولات، فضلا عن رغبة الإدارة في ظهور الفريق بصورة مشرفة في دوري أبطال آسيا الذي سيشهد عودته لساحة منافساته في الموسم المقبل والبحث عن اللقب الذي إذا ما تحقق فإنه سيعيده مجددا للمشاركة في بطولة العالم للأندية كما حدث عام 2000. وكان الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي قد أكد عدة مرات في تصريحات صحافية أن الإدارة لن تتردد في تجديد عقد أي لاعب يرغب في الاستمرار ويحتاج الفريق لخدماته. هذا وتنظر إدارة النادي نهاية الموسم الجاري لتقييم اللاعبين الأجانب فنيا ومدى حاجة الفريق لهم في الموسم المقبل، والمراكز التي تحتاج إلى تعزيز بلاعبين أجانب على مستوى عال، من الذين يملكون القدرة على صناعة الفارق، ومساعدة بقية اللاعبين على تحقيق المزيد من الانجازات التي بات الفريق متعطشا لها أكثر من أي وقت مضى نتيجة الغياب القصري عن المنافسة، والابتعاد عن صعود منصات التتويج. وكانت بعض الأندية تنتظر تعثر مفاوضات النادي مع اللاعبين ودخولهم في الفترة الحرة التي تتيح لأي لاعب منهم التوقيع مع أي ناد دون العودة للنادي الأصلي، ولكن الإدارة النصراوية وباحترافية فائقة وبراعة في المفاوضات نجحت في قطع الطريق على جميع الأندية التي كانت تتحين الفرصة، وأوصدت الباب أمامها بالضبة والمفتاح، وهو الأمر الذي منح اللاعبين جرعة معنوية إضافية، وسيساهم في تألقهم ومضاعفة الجهد فيما تبقى من منافسات الموسم، وفي نفس الوقت رسمت تلك الخطوة البهجة على محيا جماهير النادي التي تتغنى بفريقها ونجومه الكبار الذين وعدوا إدارة ناديهم وجماهيرهم بالاستمرار في تقديم العروض المميزة والنتائج الإيجابية وقيادة الفريق لمنصات الذهب.