هكذا عودنا النصر.. فهو مثير في حضوره وغيابه عن الساحة الرياضية على حد سواء، فإذا حضر تجده في أبهى حُلة وأجمل طلة وفي كامل أناقته التي عُرف بها منذ القِدم، وعندما يغيب يُشعرك بالكآبة والحزن؛ لافتقادك إشعاع ناد سطر صفحات من المجد الخالد والماضي التليد، ثم توارى عن الأنظار بسبب بعض المنغصات التي اعترت طريقه. هكذا عودنا النصر.. عندما يحضر فإنه يكون في قمة عنفوانه، فريقا تهابه بقية الفرق وتخشى مواجهته، وتحسب ألف حساب لإبداع نجومه على المستطيل الأخضر وتألق جماهيره في المدرجات، وإذا غاب عن الساحة تنفست تلك الفرق الصعداء، وبدأت تبحث عن الانجازات والبطولات مستفيدة من اختلال موازين المنافسة الحقيقية التي صنعها العالمي على مدى عقود من الزمن. وعودة النصر للمنافسة في هذا الموسم بعد غياب طويل، أحدثت ثورة كبيرة أشبه بالزلزال في كرة القدم السعودية، وهذه العودة أثلجت صدور جماهيره وعشاقه، وأسعدت كل حريص على عودة هذا الكيان العظيم لسابق عهده وفي نفس الوقت عودة كرتنا السعودية لوضعها الطبيعي، بعد أن خفت بريقها في المشهد القاري والعالمي في السنوات الأخيرة. عودة النصر للمنافسة في هذا الموسم بعد غياب طويل، أحدثت ثورة كبيرة أشبه بالزلزال في كرة القدم السعودية، وهذه العودة أثلجت صدور جماهيره وعشاقهوهذه العودة الميمونة التي وضعته على عرش صدارة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين بكل جدارة ودون خسارة، ونقلته أيضا إلى نهائي مسابقة كأس ولي العهد الأمين للمرة الثانية على التوالي، لم تأت عبثا أو اعتباطا ولم تكن ناجمة من فراغ أو ناتجة عن ضربة حظ، وإنما نتيجة فكر احترافي وعمل تراكمي تجلى منذ أن تربع على كرسي رئاسته الأمير فيصل بن تركي، الذي دفع الغالي والنفيس مهرا لعودة العالمي لوضعه الطبيعي بين الكبار. هذه العودة المُبهرة التي كانت تنتظرها جماهير الشمس على أحر من الجمر منذ سنوات مضت، دقت "مسامير" في أطناب بعض الأندية المنافسة وحركت في دواخلها المياه الراكدة، وألهبت الوسط الرياضي برمته ورفعت سقف الإثارة إلى أقصى مدى ودفعت الجماهير في القُطر العربي للمتابعة، وأجبرت الإعلام العربي والغربي على تسليط الأضواء على البطولة التي تغيرت من حيث الشكل والمضمون. هذه العودة المُبهجة التي كان السبب الرئيسي فيها "كحيلان"، يجب أن لا تمر مرور الكرام دون رد جزء من الجميل لهذا الرجل العاشق للكيان وللجماهير الوفية التي ضربت أمثلة عدة في الصبر والوفاء والدعم والولاء والمساندة، وبالتالي فإن اللاعبين الذين باتت الكرة في ملعبهم مطالبون أكثر من أي وقت مضى باستشعار المسؤولية ومضاعفة الجهد وعدم الاسترخاء أو التقاعس أو التهاون لأي سبب وتحت أي ظرف، سيما وأن المرحلة الحالية تعتبر حاسمة ولا مجال فيها للخطأ.