عندما تقدم عُصارة جهدك الفكري والبدني، مقرونة بخبراتك التراكمية؛ لإنجاز عمل ما، فإن مخرجات ذلك العمل حتما ستكون متوافقة مع حجم ذلك الجهد المبذول .. وهذه الفلسفة العلمية اتخذتها إدارة النصر شعارا لها هذا الموسم، حيث خططت بشكل سليم وعملت وفق منهجية واضحة، بهدف إعادة هيبة الفريق وشخصيته التي تلاشت في السنوات الأخيرة؛ نتيجة ظروف إدارية وشرفية ومالية.. فالفريق وبعد مرور خمس جولات من دوري جميل، تربع على الصدارة بكل جدارة مناصفة مع جاره اللدود الهلال، وهذا التألق الذي ظهر به سواء على مستوى الأداء أو النتائج لم يكن مستغربا بل منطقيا، عطفا على العمل الاحترافي الذي يُدار به .. وبقدر ما أثلجت عودة العالمي لوضعه الطبيعي صدور عشاقه ومحبيه ومنحتهم مساحة للتفاؤل ورفعت سقف الطموح لديهم، وفي نفس الوقت أسعدت المحايدين والمنصفين الذين يدركون أن عودة النصر تصب في مصلحة كرتنا السعودية، إلا أنها أزعجت البعض وأصابت البعض الآخر بصدمة، لأنهم يعرفون جيدا أن فارس نجد عندما يشتد عوده يصعُب كسره، وعندما يستعيد عافيته لا يمكن مجاراته .. بقدر ما أثلجت عودة العالمي لوضعه الطبيعي صدور عشاقه ومحبيه ومنحتهم مساحة للتفاؤل ورفعت سقف الطموح لديهم، وفي نفس الوقت أسعدت المحايدين والمنصفين الذين يدركون أن عودة النصر تصب في مصلحة كرتنا السعودية . ولأن عودة النصر القوية لم ولن تروق للكثير، فإنها أثارت حفيظة (المنفلتين) منهم، الذين كرسوا جهودهم عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ لتسويف الحقائق وتسويق الوهم عبر أطروحاتهم فمنهم من يقلل ومنهم من يتهكم ومنهم من يسخر ومنهم من يشكك فيما قدمه الفريق حتى الآن .. وهؤلاء الذين لا يرون إلا بعين واحدة أو في قلوبهم مرض، عليهم أن يعوا جيدا أن النصر ليس فريقا صغيرا، بل هو إحدى قلاع الكرة السعودية عراقة وبطولات وجماهيرية ودعما للمنتخبات الوطنية باللاعبين الأفذاذ، وعندما يغيب عن منصات التتويج لفترة زمنية، فإنه حتما سيعود لها في يوم من الأيام.. وفي تصوري الشخصي أن النصر قد يحقق بطولات الموسم الثلاث، وقد يتوج ببعضها وفي المقابل قد يغيب عنها وهذا أمر طبيعي في عُرف كرة القدم، ولكن يبقى الأهم في نظري استمرارية عنفوان الفريق وبقائه في صلب المنافسة على كافة البطولات في السنوات المقبلة، أما التتويج بالألقاب فإنه سيتحقق متى ما واصلت الإدارة عملها الدءوب دون كلل أو ملل.. صواريخ .. أرض .. جو ستكون الجماهير السعودية قاطبة اليوم على موعد مع سهرة كروية كاملة الدسم، طرفاها قطبا الغربية (الاتحاد والأهلي) اللذان عودانا على الإبداع والامتاع، ومباراة الليلة لن تكون مختلفة عن سابقاتها، بل ستكون روح التحدي والإثارة حاضرة، ولكن من سينفرد بعزف السيمفونية ويرقص على أحزان الآخر؟ لست منحازا للحارس المتألق عبدالله العنزي، ولست متحاملا على مدرب الأخضر لوبيز، ولكن ابتعاد الأول عن قائمة الأخضر بات لغزا محيرا، وبالتالي فإن السؤال المنطقي المطروح في الوسط الرياضي، ما السر في عدم اختيار العنزي الذي يتفوق وفقا للأرقام والمستويات على كل الحراس؟؟ !! هذا السؤال سيبقى مطروحا حتى تتم الإجابة عليه بكل شفافية ووضوح .. لجنة الانضباط ترفض البت في شكوى نادي الاتحاد بخصوص الهتافات العنصرية، بحجة أن الاحتجاج قُدِم بعد فوات الأوان .. يا إلهي .. هل محاربة العنصرية المقيتة تحتاج إلى ساعة معينة ؟ وهل تحتاج إلى رفع تظلم أصلا ؟ أم أنها تحتاج إلى تدخل سريع وعقوبات رادعة ضد كل من تسول له نفسه تشويه صورة رياضة الوطن ..