أفادت مصادر طبية وامنية فلسطينية أمس أن فلسطينيا استشهد فجر أمس برصاص الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة قرب معبر رفح الحدودي مع مصر كما انفجرت عبوة ناسفة في نابلس دون وقوع اصابات . وقال الطبيب علي موسى مدير مستشفى رفح الحكومي: إن تامر خضير البالغ من العمر حوالي 19 عاما من مدينة غزة استشهد فجر أمس برصاص الجيش الإسرائيلي قرب معبر رفح الحدودي مع مصر. وأكد مصدر أمنى مقتل الفلسطيني في منطقة معبر رفح الحدودي حيث عثر رجال الشرطة الفلسطينية على جثته. وأشار شهود عيان الى وقوع تبادل كثيف للنار واطلاق قذائف دبابات من قبل الجيش الإسرائيلي في محيط منطقة المعبر . وأفاد مصدر أمنى أن دبابات وآليات وجرافات عسكرية إسرائيلية توغلت عشرات الأمتار فجر أمس في منطقة البراهمة قرب الحدود المصرية الفلسطينية في رفح وهدمت ثلاثة منازل كليا وخمسة جزئيا وقامت بعملية تسوية للأراضي في المنطقة. وأشار المصدر إلى أن الجرافات العسكرية الإسرائيلية توغلت صباح أمس شرق دير البلح وسط قطاع غزة قرب حاجز أبو هولي وقامت بتجريف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية . من جهة أخرى أكد وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أن بلاده تعمل بالتعاون من أطراف اللجنة الرباعية التي تضم إلى جانبها روسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على وضع (خارطة طريق) من اجل سلام دائم في الشرق الأوسط. وأكد باول في كلمة ألقاها أمام المؤتمر الوطني للمجلس الأمريكي للشئون العالمية الليلة قبل الماضية أن هذه الخارطة قائمة على رؤية الرئيس جورج بوش التي تنادى بدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام. وقال: انه لكي تتحقق هذه الرؤية كلنا يعرف أن على الفلسطينيين أن يختاروا قيادة جديدة ويقيموا مؤسسات مختلفة وان ينبذوا جميع أشكال العنف والإرهاب حسب رأيه. وأضاف إن على إسرائيل أن تخفف من المحنة الاقتصادية للفلسطينيين وان تعالج موضوع بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وأعرب عن اعتقاده بأنه بفضل الجهود المكثفة التي تبذلها جميع الأطراف فان تأسيس دولة فلسطينية قابلة للحياة وتستطيع أن تفعل كل ما في وسعها والعيش في سلام مع إسرائيل يمكن أن يتحقق في الأعوام القادمة. من ناحية ثانية أكدت القيادة الفلسطينية أن حكومة إسرائيل وجيش احتلالها يصران خاصة بعد الانتخابات الإسرائيلية على مواصلة حملتها العسكرية الشاملة ضد الشعب الفلسطيني . وقالت في بيان لها صدر الليلة قبل الماضية بعد اجتماعها في رام الله أن هذا العدوان يطال كافة المدن والمناطق والمخيمات والبلدات الفلسطينية. وتابع البيان أن حكومة إسرائيل تدفع يوميا عشرات الدبابات والمجنزرات المدعومة بنيران الأباتشي وآلاف الجنود وفرق القتل والاغتيال والجرافات وفرق النسف والتدمير للحرب ضد الفلسطينيين. واعتبرت أن التصعيد العسكري بلغ ذروته في هذه الحملة العسكرية المدمرة التي سموها حملة الشتاء الساخن والتي تتركز على مدينة غزة ومدينة رفح ومدينة جنين ومدينة الخليل الى جانب مواصلة النشاطات العسكرية والتوغلات والحصار والإغلاق والاعتقالات ونسف المنازل والورشات والمعامل ومراكز السلطة والمنشآت التجارية والصناعية. وقال البيان: أن جيش الاحتلال يعمل على استهداف المدنيين من أطفال ونساء وأسر وعائلات دون تمييز مما أوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين الفلسطينيين خاصة بين الأطفال والنساء. واتهم البيان الحكومة الإسرائيلية بتبرير حملتها الوحشية على حي الزيتون وعسقولة في مدينة غزة بادعائها إطلاق ما تسميه أجهزتها الإعلامية صواريخ على منطقة سيدروت مشيرا الى أن هذه الصواريخ الوهمية لم تجرح أحدا ولم تترك أثرا على الأرض. وأعلنت القيادة الفلسطينية أن عمليات قصف البيوت السكنية خلال الهجوم على غزة الأسبوع الماضي أدى الى استشهاد 13 مدنيا فلسطينيا وجرح 67 آخرين وتدمير 100 ورشة ومصنع ومعمل ومحل تجاري وكراج سيارات كما أحرقت السوق الشعبي على مشارف حي الشجاعية والذي يحتوي على 70 بسطة ودكانا. وحسب البيان فان مدينة رفح ومخيم رفح يتعرضان يوميا للاعتداءات الإسرائيلية ولا يمر يوم دون أن ترتكب قوات الاحتلال جريمة بحق المدنيين الفلسطينيين. وفي مدينة جنين وطولكرم تشن قوات الاحتلال هجمات يومية تستهدف المدينة والمخيم في جنين وشرق نابلس وقلقيلية وطولكرم والمخيمات فيها وتقوم قوات الاحتلال بجرائم القتل والاغتيال ضد المدنيين في المنازل والأماكن العامة. وقال البيان ان مدينة الخليل تتعرض لعملية احتلال عسكرية واسعة النطاق منذ صباح الخميس الماضي حيث اقتحمت المدنية أكثر من 80 دبابة ومجنزرة وجرافة وبدأت بتقطيع المدينة وإغلاق المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والأمنية. وأشار الى قيام الجرافات الإسرائيلية بحراسة الدبابات بتدمير سوق الخضار الشعبي وإغلاق الطرق المودية الى البلدة القديمة لفصلها عن مدينة الخليل إضافة حظر التجول على المواطنين وعلى مدينة الخليل كلها. من ناحية أخرى أعلنت القيادة الفلسطينية عن ترحيبها وتأييدها للحوار الوطني في القاهرة الذي ترعاه القيادة المصرية ،وقالت ان الشعب الفلسطيني يؤيد هذا الحوار بكافة قطاعا ته وفعالياته السياسية والاقتصادية والثقافية والنقابات والاتحادات الشعبية وكل قوى الشعب الفلسطيني. واعتبرت أن الهدف من الحوار هو تحقيق أعلى شكل من أشكال الوحدة الوطنية بما يحقق أهداف شعبنا في إنهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وفق القرار الدولي 0194 . واكدت القيادة الفلسطينية أهمية تجاوب الجميع في الاجتماع المقرر في القاهرة يوم 4 فبراير الجاري مع الحاجة للاستجابة لمصلحة الوطن والمواطن الفلسطيني. على الصعيد نفسه ثمنت القيادة الفلسطينية الدعوة التي أطلقها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لسرعة اعتماد خريطة الطريق ومباشرة تطبيقها دون إبطاء. ودعت الى بذل المزيد من التحرك الدولي لوضع حد لهذه الجرائم الإسرائيلية المتلاحقة ضد الفلسطينيين في كافة المناطق والمدن الفلسطينية. كما أكد بيان القيادة الفلسطينية أهمية عقد مجتمع طارئ للقمة العربية والتمهيد لهذا الاجتماع بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب. واعتبرت ان اجتماع لجنة المتابعة من وزراء الخارجية العرب يوم الرابع من فبراير الجاري لابد ان يتخذ القرارات والتوصيات لدعم الشعب الفلسطيني لمواجهة هذا العدوان الاسرائيلي الشامل. تلميذ فلسطيني يعبر بجانب معدات ورش محمولة على ناقلة خلال مظاهرة في غزة