قال محللون سياسيون ان قلق المسيحيين الانجليكانيين ازاء سير غزو العراق يحدث شرخا في صلتهم القوية بالرئيس الامريكي جورج بوش وحزبه الجمهوري ويعزز شعبيته وسط انصار اسرائيل واللوبي اليهودي القوي في امريكا. المحللون الذين يراقبون هاتين المجموعتين الانتخابيتين اللتين تستطيع أي منهما تغيير نتائج الانتخابات يؤكدون ان المرشح الديمقراطي جون كيري لن يستطيع استقطاب يهود امريكا الا اذا قدم تنازلات تفوق ما يقدمه بوش اما الانجليكانيين فقد لا يعطوه اصواتهم. ويقول ريتشارد مو رئيس معهد فولر اللاهوتي أعلم أن كثيرا من الانجليكانيين يشعرون بخيبة أمل تجاه الحرب وينتابهم القلق ازاء عدة اشياء .. كتاب وودوارد وكتاب كلارك .. وكيفية التورط في هذا الامر. في اشارة الى كتب صدرت في الاونة الاخيرة عن تهديد تنظيم القاعدة وحرب العراق واحتلاله. غير انه لا يزال من المتوقع ان يصوت اغلبية المسيحيين الانجليكانيين لبوش ولكن تراجع نسبة تأييده ربما تقلص من نسبة الاقبال على التصويت وهو تطور ربما يكون مشؤوما للرئيس الحالي. ويقول خبراء ان ضعف اقبال هذه الجموعة الانتخابية الرئيسية على التصويت يمكن ان يكلف بوش الانتخابات اذا كان التصويت متقاربا في عدة ولايات وبصفة خاصة اذا تكرر ما حدث في فلوريدا في عام 2000 من تقارب شديد في عدد الاصوات التي جمعها كل مرشح. ويقدر بعض الاكاديميين أن المسيحيين الانجليكانيين يمثلون مابين 25 الى 30 بالمئة من بين 105 ملايين اقترعوا في اخر انتخابات رئاسية. ويتركز الانجليكانيون في الولايات الجنوبية وفي الغرب الاوسط التي يعتبرها كثير من المحللين السياسيين ميدان المعركة في الحملة الانتخابية لهذا العام. والانجليكانيون محافظون سياسيا عادة ويصوتون بأغلبية ساحقة للحزب الجمهوري على الرغم من تمكن بعض المرشحين الديمقراطيين من الفوز بنسبة كبيرة من اصواتهم من ابرزهم الرئيس جيمي كارتر في عام 1976. ويصف كارتر نفسه بانه مسيحي ولد من جديد. ويقول ديريك ديفيز مدير معهد جيه. أم. داوسون لدراسات الدولة والكنيسة بجامعة بايلور لا أرى سوى مشاكل هناك /العراق/. يمكن ان يتزايد رفض المواطنين لجورج بوش ومن بينهم الانجليكانيون ايضا. وتابع اعتقد ان الحرب يمكن ان تؤثر على اصوات الانجليكانيين وقدر ان الامر سيكلف بوش ما لا يزيد على عشرة الى 15 بالمئة من مستوى التأييد بين الانجليكانيين على اقصى تقدير. ويرى الانجليكانيون أن بوش الذي يشير بشكل متكرر الى معتقداته المسيحية على انه واحد منهم. وعلى العكس فان كيري كاثوليكي ونادرا ما يتحدث عن معتقداته في العلن كما انه مثار جدل مع تحدث اساقفة كاثوليك عن حرمانه من بركات الكنيسة بسبب موقفه من حقوق الاجهاض. ويقول ديفيز يحب جون كيري ..استخدام العبارة الماثورة التي استخدمها جون كنيدي بشأن الالتزام بمبدأ الفصل بين الكنسية والدولة. وقال كنيدي وهو أول كاثوليكي ينتخب رئيسا للولايات المتحدة في كلمة تهدف لتهدئة مخاوف البروستانت بشأن عقيدته في عام 1960 لا أتحدث نيابة عن الكنيسة في الامور العامة.. ولا تتحدث الكنيسة نيابة عني وهي عبارة تنقل عنه كثيرا. ويقول كوروين سميدت المدير التنفيذي لمعهد هنري لدراسات المسيحية والسياسة حين ينأي بنفسه عن الكنيسة الكاثوليكية فانه ينأى بنفسه عن الدين وهذا لا يترك انطباعا طيبا لدى الانجليكيانيين. واشار الى ان الانجليكانيين يتأثرون بعدة قضايا من بينها الحرب في العراق وزيجات المثليين والاقتصاد ولكن درجة ارتياحهم تجاه المرشح مهمة جدا ايضا. واضاف لا يصوتون /الانجليكانيون/ على القضايا بل يختارون المرشح الذي يشعرهم بارتياح مشيرا الى ان هذه الاعتبارات لصالح بوش في الوقت الحالي . وتابع هناك بعد ديني للحياة العامة في الولاياتالمتحدة وهو يميزها بالفعل عن الحياة العامة في الديمقراطيات الغربية الاخرى. ويقول ديفيز ان كثيرا من الانجليكانيين قلقون من ان الامة تعاني من /فراغ اخلاقي/ ويريدون احياء الجذور المسيحية لامتنا. وقال يشعر مسيحيون كثيرون اننا نعاني من أزمة اخلاقية وما لم نفعل شيئا جذريا فاننا سنفقد تراثنا المسيحي للعلمانيين والملحدين. وأضاف ديفيز الحل بالنسبة لمعظم الانجليكانيين هو التصويت للحزب الجمهوري.