توارت قمة المنطقة الغربية هذا الموسم عن الأنظار، وخفت بريقها بسبب تراجع مستوى القطبين الأهلي والاتحاد اللذين ظهرا بصورة مهزوزة في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين نتيجة بعض المشاكل الفنية والإدارية التي أبعدتهما عن دائرة المنافسة على اللقب الغائب عن خزانتيهما منذ سنوات، مما أتاح الفرصة لقطبي العاصمة (النصر، والهلال) لسحب البساط بالكامل، واحتكار الأضواء خصوصًا في ظل عودة النصر القوية. وقد ساهم في تراجع قيمة أسهم الديربي الفنية الذي لم يعد مثيرًا كما كان في السابق تراجع مستوى بعض لاعبي الأهلي، وإصرار مدربه البرتغالي (فيتور بيريرا) على إبعاد اللاعبين الأجانب عن قائمة الفريق والتعاقد مع آخرين فضلًا عن أسلوبه التكتيكي الذي لم يساعد بعض نجوم الفريق على البروز بالشكل المطلوب في الكثير من المباريات. وهذا التخبط الفني أدى إلى تراجع المستوى العام للفريق الذي ابتعد عن المنافسة على اللقب الذي ما زال غائبًا عن خزائنه منذ 30 عامًا، وفي المقابل فإن وضع الاتحاد ليس أفضل حالًا من جاره الأهلي حيث عانى الفريق الأمرين في هذا الموسم، بسبب تعرضه للعديد من الأزمات على الصعيد الفني، والمالي، والإداري، فضلًا عن التفريط في بعض نجوم الفريق، وعناصره الأساسية كالمهاجم الدولي «نايف هزازي» الذي انتقل للشباب، وقائد الأخضر «سعود كريري» الذي انتقل للهلال ،إلى جانب غياب عنصر الخبرة المتمثل في المدافع «أسامة المولد» وصانع الألعاب «أحمد الفريدي» بداعي الإصابة. ويحاول الفريقان في مباراة الليلة استعادة توهجهما، ولفت الأنظار وتقديم مستوى يليق بهما ويمتع جماهيرهما التي ستزحف من جدة إلى ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع في مكةالمكرمة منذ ساعات مبكرة، لحجز أماكنها في المدرجات. فالأهلي صاحب الضيافة والصفوف المكتملة يطمح في تحقيق الفوز خصوصًا وأنه مازال ينافس بقوة على المركز الثالث الذي سيؤهله رسميًا للمشاركة في دوري أبطال آسيا، بينما الاتحاد الذي بدأ يستعيد وضعه الإداري والمالي بانتخاب (إبراهيم البلوي) رئيسًا له، وحل معظم القضايا المالية العالقة في الفيفا والاتحاد السعودي فإنه يتطلع إلى تحقيق الفوز، وتقديمه كهدية لرئيسه الجديد، وفي نفس الوقت التقدم خطوة إلى الأمام في سلم الترتيب العام. وتعتبر مباراة الليلة فرصة للفريقين لإعادة هيبة الديربي الأقدم في المملكة، والتأكيد على أنه ما زال يحتفظ بخصوصيته، ونكهته، وتقديم صورة مشرفة تعكس التحسن الملحوظ في مستواهما بعد البداية المتعثرة التي أبعدتهما عن المنافسة، وأخرجتهما من مسابقة كأس ولي العهد. تجدر الإشارة إلى مباراة الليلة تحمل الرقم 79 في تاريخ مواجهاتهما الدورية، فقد التقيا من قبل في 78 مباراة فاز الاتحاد في 29 وفاز الأهلي في 22 وحسم التعادل 27 مباراة. وسجل هجوم الاتحاد خلال تلك المباريات 113 هدفًا في حين سجل هجوم الأهلي 97 هدفا.