دروس الديربي  سارة الغامدي* انتهت الجولة الساخنة من دوري المحترفين السعودي التي جمعت في طياتها قمتي الكرة السعودية، ديربي جدة الذي خطفه الاتحاد باحترافية واقتدار بعدما أضاع الأهلي فرص الانتصار. أمّا الهلال فواصل تفوقه على جاره النصر في ديربي العاصمة الرياض لينتزع منه وصافة دوري المحترفين، ويبدأ النصر مع هذه الهزيمة رحلة التراجع النتائجي والمعنوي ما لم يتدراك النصراويون الأمر، ويبعدوا كل مَن تسبب في الخسارة. وفي العموم فإن المنطق فرض نفسه في هذه اللقاءات. فالإتحاد والهلال رغم تذبذب مستوياتهما في الاونة الأخيرة إلا أنهما يعتبران أكثر فرق الدوري جاهزية ونفسًا للمنافسة على لقب دوري المحترفين الأول، ولو نظرنا لمنافسيهما لرأينا أن الأهلي يشهد هبوطًا وصعودًا في مستواه بسبب عدم الاستقرار الإداري والفني في السنتين الأخيرتين وتعرّض بعض نجومه للإصابات، وهبوط مستوى الآخرين وتواضع أداء أجانبه، والاختيارات التي جانبها الصواب بشأن بعض اللاعبين المحليين كبدر الخراشي مثلاً ، ويبقى النصر أفضل حالاً من الأهلي خصوصًا ان الفريق يسير بمرحلة بناء ثابتة ومتطورة وقد دلت على ذلك نتائج ومستويات الفريق منذ بداية الدوري فالاستقرار الفني والإداري للفريق ستؤتي ثمارها في السنوات القادمة، إذا سار النصر على هذا المنوال، وكان بصحبته مدرب يستطيع توظيف قدرات فريقه المهارية والفنية والتكتيكية بما يتلاءم مع كل مباراة فقناعات الكرواتي (رادن) البائسة مازالت محط تعجب من جمهور النصر والنقاد الفنيين على وجه الخصوص فالنصر يملك في الجهة اليمنى وفرة في الأظهرة وأعني ( شراحيلي وهزازي ) خصوصًا أن كابتن النصر الخلوق احمد البحري هو الأنسب في قلب الدفاع ، وعلى الجهة اليسرى نستطيع ان نطلق انها نكبة النصر الحقيقية فالمدخلي لاعب غير مقنع وأخطاؤه فادحة ولعل اخرها هدفي الهلال كما أن المدرب النصراوي لايساعد مدخلي في منطقة بسبب غياب النزعة الدفاعية عند المهاري ( إلتون ) والذي يلعب في جهة المدخلي والتبديلات الكثيرة في مركز المحور أضاعت وسط ودفاع النصر مما يستوجب على الإدارة النصراوية التحقيق مع رادان ومساءلته بسبب الأخطاء الفادحة التي يرتكبها من مباراة لأخرى خصوصًا ان الفريق مؤهل للمنافسة على المراكز الأربعة الأولى في الدوري، وليس من مصلحته الخروج عن الأربعة الكبار. فالفريق هذا العام مؤهل ويملك عناصر تستطيع ان تنافس فقط، إذا نجت من أخطاء (رادان) القاتلة. وفي المحصلة خرجت الاندية الأربعة الكبار بدروس من هذين الديربيين. فمن استفاد منهما استطاع ان يكمل مشواره، وينافس، ومن أهملهما فلا تلومن الجماهير حينها التحكيم، والحظ وسواهما؛ لأن المتسبب الحقيقي في النتائج المخيبة هو الفريق وإدارته. *************************** *إحدى بنات منطقة الباحة ، كاتبة في صحيفة \"المدينة\" السعودية.