قال علماء إن بخار الماء تصاعد من سطح الكويكب سيريس الذي يكسوه الجليد ويعد من أكثر الاجرام غموضا في النظام الشمسي مما يثير تساؤلات عن امكانية العيش عليه. ورصد علماء بالتلسكوب الفضائي (هرشل) التابع لوكالة الفضاء الاوروبية ويعمل بالأشعة تحت الحمراء أعمدة من بخار الماء تنطلق من حين لآخر من الكويكب سيريس أكبر جرم في حزام الكويكبات الواقع بين مداري المريخ والمشترى. وجاء هذا الكشف قبل نحو عام من وصول مركبة الفضاء (دون) التابعة لإدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) لدراسة عن قرب للكويكب الذي يصل قطره الى 950 كيلومترا اي أقل من ثلث حجم القمر. وقال مايكل كوبرز من وكالة الفضاء الاوروبية في اسبانيا الذي قاد البحث المنشور في دورية (نيتشر) في بيان "هذه هي المرة الاولى التي يرصد فيها بخار الماء بشكل واضح في سيريس أو أي جرم آخر في حزام الكويكبات وهو ما يدل على ان سيريس له سطح جليدي وله غلاف جوي". ويعتقد العلماء ان الكويكب سيريس بداخله صخور وانه مغلف بسطح جليدي اذا ذاب سيوفر ماء نقيا أكثر مما يحتويه كوكب الارض. واكتشف سيريس عام 1801 أي قبل أكثر من قرن على اكتشاف الكويكب بلوتو الاكثر شهرة وبعدا عام 1930. وهو واحد من أماكن قليلة في النظام الشمسي بخلاف الارض التي رصد فيها الماء. والسؤال الاهم الذي يطرح نفسه بعد رصد بخار الماء في سيريس هو ماذا يعني هذا بالنسبة لفرص الحياة. وقال مارك ريمان من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا وكبير مهندسي (دون) ومدير المهمة في اتصال هاتفي "من الاشياء التي تحتاج إلى إجابة امكانية وجود ماء سائل ما دام هناك جليد". وأضاف "بالقطع كل اشكال الحياة التي نعرفها تعتمد على الماء. ولذلك هذا سيندرج تحت السؤال الاكبر وهو أين يمكن ان توجد حياة". لكنه قال انه من السابق لأوانه اعلان سيريس مرشحا محتملا للحياة الميكروبية.