أعلنت اسرائيل مقتل ستة من جنودها في عملية توغل لجيش الاحتلال في حي الزيتون في قطاع غزة استشهد فيها ستة فلسطينيين بينهم صبي وسقط حوالي 100 جريح، وفي أعقابها شنت مروحية اسرائيلية غارة أدت الى مقتل طفل، بينما عرضت قنوات فضائية جانبا من أشلاء بعض الجنود الاسرائيليين الذين قامت عناصر المقاومة بتصويرها وحذرت بأنها لن تسلم الجثث إلا بشروط، في حين قال رئيس الوزراء الصهيوني ارئيل شارون إن اسرائيل ستضرب عدوها في كل مكان. واعلنت كتائب القسام بمكبرات الصوت في غزة مقتل ستة جنود اسرائيليين في تفجير ناقلة جند خلال عملية التوغل في حي الزيتون. وافاد شهود بان مسلحين كانوا يطلقون النار في الهواء في شوارع مدينة غزة وهم يحملون اجزاء من فروة رأس وساق جندي اسرائيلي، وقد دعت السلطة الفلسطينية المقاومة لتسليم جثث وأشلاء العسكريين الاسرائيليين. واكدت القسام في بيان ان مجاهديها تمكنوا من نصب كمين عسكري لناقلة جند صهيونية حيث تم اطلاق صاروخ بتار (مضاد للدروع) باتجاهها فتوقفت في مكان زرعه المجاهدون بعدد من العبوات الجانبية. واضاف البيان ان عددا من العبوات تم تفعيلها فور توقفها (الناقلة) فتفجرت واشتعلت النار فيها وقتل كل من فيها من الصهاينة. واكدت كتائب القسام ان اعضاءها تمكنوا من توثيق العملية بتصويرها عبر الفيديو .. ويظهر فيه عدد من جثث الصهاينة مشتتة الاعضاء. وقال ناطق عسكري اسرائيلي ان الجنود الستة من سلاح الهندسة كانوا في ناقلة جند عندما انفجرت عبوة ناسفة شديدة القوة ادت الى مقتلهم، زاعما أن الهدف من عملية التوغل في غزة التي بدأت ليل الاثنين الثلاثاء هو تدمير ورشات لصنع قذائف صاروخية من نوع قسام تستخدمها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) لقصف أهداف اسرائيلية. وقال مصدر أمني ان الجيش الاسرائيلي دمر كليا عددا من المنشآت والمنازل بينها مصنع للفايبرغلاس ومخرطة اضافة الى تجريف مساحات واسعة من الاراضي خصوصا المزروعة باشجار الزيتون. وقال الطبيب بكر ابو صفية مدير الاستقبال في مستشفى الشفاء بغزة لوكالة فرانس برس ان خمسة فلسطينيين على الاقل استشهدوا برصاص وشظايا الصواريخ التي اطلقتها مروحيات هجومية اسرائيلية. وأن عدد الجرحى بلغ حوالي 75 بينهم سبعة في حالات خطرة او حرجة جدا، بينما هناك 12 جريحا تحت سن الثامنة عشرة. (اثنان من القتلى الخمسة ناشطان في كتائب القسام وهما فادي نصار وعمار الجرجاوي). وفي وقت لاحق أعلن المستشفى عن وفاة الفتى رامي محمد جعفر (16 عاما) من بين الحالات الخطيرة، كما أعلن عن وفاة الطفل يوسف حجازي (12 عاما) واصابة خمسة فلسطينيين بجروح بينهم إثنان في حال الخطر، في الغارة الاسرائيلية الجوية. واوضح المصدر ان الطفل قتل بعد اصابته بشظايا صاروخ اطلقته مروحية اسرائيلية اصابت سيارة خالية كانت متوقفة قرب سوق الشجاعية الشعبي في شرق غزة. واعتبر مصدر عسكري اسرائيلي ان الغارة كانت تستهدف مجموعة من الفلسطينيين المسلحين كانوا يستعدون لمهاجمة جنود اسرائيليين. وبأحداث الأمس، يرتفع الى 3988 عدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة في نهاية سبتمبر 2000 بينهم 3008 فلسطينيين و911 اسرائيليا، بحسب إحصائية فرانس برس. وبعد عملية حي الزيتون قام الجيش الاسرائيلي صباح امس الثلاثاء بتقسيم قطاع غزة الى ثلاثة اقسام حتى اشعار آخر حسب مصادر امنية فلسطينية. وقال شارون في مقدمة خطاب يلقيه في البرلمان حول موضوع انتصار الحلفاء على المانيا النازية اننا ندفع الثمن غاليا لضمان امن الاسرائيليين. اننا نقاتل عدوا شرسا ولا انسانيا (على حد قول الجزار) ولن نكف عن مقاتلته وضربه اينما كان يتحرك، اينما كان يختبئ. والغى شارون كل اللقاءات المدرجة على برنامج عمله وعقد اجتماعا للحكومة الامنية المصغرة لتحديد الرد الاسرائيلي على مقتل الجنود الستة، بحسب ما جاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة. وفي وقت لاحق، أعلن التلفزيون الاسرائيلي أن الاجتماع انتهى ولم يعلن أي قرار بشأن الرد. وأضاف التلفزيون ان شارون اكد خلال الاجتماع ان القوات الاسرائيلية ستبقى في غزة حتى استعادة جثث او اشلاء الجنود الستة. وأعلنت كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في بيان اننا نملك اشلاء لجثث جنودكم التي تناثرت في شوارع غزة ولدينا شروطنا .. من اجل تسليمها لدولة الكيان الغاصب .. ونتوعد بأن المزيد قادم باذن الله المنتقم الجبار وعهدا ان نستمر في المقاومة حتى دحر الاحتلال. واعلن مسؤول اسرائيلي ان السلطات الاسرائيلية طلبت مساعدة اللجنة الدولية للصليب الاحمر لاستعادة جثث واشلاء جنودها الستة. وقال إنه في حالة عدم الاستجابة لمطالب اسرائيل بتسليم الجثث فإن عملية التوغل في غزة ستستمر. واكد ممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر في غزة جان نيكولا مارتي ان السلطات الاسرائيلية طلبت مساعدة منظمته. وزعم رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال موشي يعالون للصحفيين في مطار تل أبيب مساء امس ان مواصلة عمليات الجيش الاسرائيلي في غزة تهدف فقط الى استعادة جثث او اشلاء الجنود. ورغم أن اسرائيل اعتادت على تصوير أشلاء أو جثث عناصر المقاومة الفلسطينية بعد قتلهم ورفع جثثهم عبر رافعة تعمل بالتحكم عن بعد وأحيانا التمثيل بها، استنكر الناطق باسم حكومة الاحتلال آفي بازنر، استعراض عناصر المقاومة لأشلاء العسكريين الاسرائيليين. وقال إن هذا يكشف عن حيوانية بشر متوحشين، وكأنه بذلك يشير الى الاسرائيليين الذين يقومون بهذا العمل أيضا. من جهة أخرى، اعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) ان الفا ومئة فلسطيني شردوا في غضون عشرة ايام اثر تدمير الجيش الاسرائيلي منازلهم في غزة. وقالت الوكالة في بيان أصدرته أمس، في اقسى مراحل التدمير منذ اندلاع الانتفاضة (ايلول سبتمبر 2000) هدم الجيش الاسرائيلي او ألحق اضرارا لا يمكن اصلاحها،ب 131 بناية سكنية في قطاع غزة خلال الايام العشرة الماضية. واكدت الانروا ان عمليات التدمير شردت الفا ومئة شخص واوضحت ان العدد الاجمالي في قطاع غزة ارتفع الى نحو 17600 منزل منذ اندلاع الانتفاضة. واوضحت وكالة الانروا ان معظم عمليات تدمير المنازل نفذت في جنوب قطاع غزة، برفح، في مخيم اللاجئين الواقع على الحدود مع مصر. ومنذ اندلاع الانتفاضة والجرافات الاسرائيلية تهدم بطريقة منهجية تجمعات سكنية برمتها في مخيم اللاجئين برفح، محدثة منطقة عازلة على طول الحدود ودمرت انفاقا استخدمت لتهريب الاسلحة من مصر. ونفذت عمليات تدمير اخرى في المنطقة التي استهدفت فيها عملية فلسطينية في الثاني من مايو امراة من المستوطنين وبناتها الاربع اللواتي تتراوح اعمارهن من 2 الى 11 سنة. ووقع الهجوم على طريق كيسوفيم المؤدي الى المجمع الاستيطاني اليهودي غوش قطيف في قطاع غزة. وأدان بيتر هانسن المفوض العام لوكالة الانروا مجزرة الثاني من مايو وكذلك مقتل الفلسطينيين الابرياء واطفالهم مشددا على ان القانون الدولي يحظر حظرا تاما العقوبات الجماعية. وقال ان ذنب الاغلبية الساحقة من الفلسطينيين السبعة عشر الفا الذين فقدوا منازلهم منذ بداية الانتفاضة هو انهم كانوا يقطنون في المكان غير المناسب والزمن غير المناسب.