بعد ساعات من نجاح رجال المقاومة الفلسطينية في قتل ثلاثة جنود إسرائيليين في كمين نصبوه على مفترق طرق قرب مستوطنة بيت هجاي جنوب الخليل "مدينة الخليل" الليلة قبل الماضية بالقرب من بلدة يطا، سارعت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى شن عدوان واسع النطاق على المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وشن أربعة فدائيين فلسطينيين هجوماً على موقع عسكري إسرائيلي أمس جنوب الخليل. واستشهدت فدائية وفدائي في العملية. توغل في قطاع غزة في الساعات الأولى من فجر أمس الجمعة أغارت ثلاث طائرات هليوكبتر عسكرية إسرائيلية بالصواريخ والرشاشات الثقيلة على مدينة غزة فيما توغلت وحدات برية مدرعة تقدر بأكثر من 25 دبابة وآلية عسكرية مدرعة في حي الزيتون جنوبالمدينة انطلاقا من مستوطنة نتساريم عبر شارع صلاح الدين ولمسافة تزيد على كيلومتر وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي. وأصيب خلال توغل قوات الاحتلال في غزة ثمانية فلسطينيين بجروح مختلفة. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال المتوغلة تحاصر منازل نشطاء فلسطينيين وورشاً صناعية في المنطقة ذات الكثافة السكانية المرتفعة وأنها شرعت في تدمير بعضها. كما فجرت، بشحنات ناسفة، منزل مسعود عياد الذي اغتيل في فبراير عام 2001 للاشتباه فيه بتهريب أسلحة من الخارج. وقال شهود عيان ان خمسة صواريخ أطلقت من مروحية دمرت مسبكا للمعادن في حي الزيتون وألحقت أضرارا بمسجد قريب. وأصاب صاروخ سادس فيما يبدو دير القديس فيليب التابع للكنيسة الانجليكانية الذي يشتمل على مستشفى. وقال المطران رياح أبو العسل مطران الكنيسة الانجليكانية في القدس، طبقاً لرويترز، ان القصف الإسرائيلي أدى إلى تحطم نوافذ الدير لكنه لم يشر إلى سقوط ضحايا. ويزعم الجيش الإسرائيلي أن المسبك يصنع ذخيرة يستخدمها الفدائيون. وتقول إسرائيل ان سياسة هدم منازل اسر الناشطين الفلسطينيين هي لردع الهجمات الفلسطينية في المستقبل وتواجه هذه السياسية بانتقادات دولية وفلسطينية باعتبارها عقابا جماعيا. وخرجت نداءات عبر مكبرات الصوت من المسجد بحي الزيتون تدعو للتصدي للقوات الإسرائيلية واشتبك مسلحون فلسطينيون مع قوات الجيش الإسرائيلي ولم ترد انباء عن وقوع اصابات. وبينما أعلنت حالة الطوارئ القصوى في مستشفيات مدينة غزة تحسبا لاجتياح إسرائيلي واسع للمدينة قالت المصادر الفلسطينية ان التوغل الإسرائيلي في مدينة غزة تزامن مع عملية توغل أخرى في قرية أم النصر شمال قطاع غزة. وأفاد شهود عيان من سكان القرية أن دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية توغلت فيها وسط إطلاق نار كثيف قبل أن يشن عسكريون إسرائيليون حملات مداهمة وتفتيش للمنازل في المنطقة. وكان الفدائيون الفلسطينيون قد أطلقوا، من قطاع غزة، صواريخ القسام المحلية الصنع على بلدة سديروت الإسرائيلية بصحراء النجف على بعد عدة كيلومترات من الطرف الشمالي الشرقي لقطاع غزة. وسقط أحد تلك الصواريخ في حديقة منزل فيما سقطت الصواريخ الأخرى في أرض فضاء. وعولجت امرأة إسرائيلية من الصدمة فيما هرع السكان إلى الملاجئ. ولم ترد تقارير عن إصابات أخرى. رفح وفى رفح قالت مصادر أمنية فلسطينية ان دبابات إسرائيلية تحركت باتجاه مخيم البرازيل للاجئين الفلسطينيين انطلاقا من الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية. وذكرت أن الدبابات أطلقت قذائفها المدفعية باتجاه منازل الفلسطينيين في المخيم مما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجراح متوسطة. وقال شهود عيان ان القوات الإسرائيلية هدمت عدة منازل في رفح غير مملوكة لفدائيين فلسطينيين بحجة أن المنازل تحجب خندقا تزعم إسرائيل انه لتهريب الأسلحة عبر الحدود. الضفة الغربية وفى الضفة الغربية فرضت قوات الاحتلال صباح أمس حصارا مشددا وحظر تجول على بلدة يطا جنوب شرق الخليل وشرعت في حملة مداهمة وتمشيط للبلدة بحثا عن منفذي عملية مقتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة يوم الخميس ظنا أن الفدائيين قد لجأوا إلى البلدة حيث اعتقلت سبعة مواطنين من الأهالي. بينما كثفت قوات الاحتلال من دورياتها العسكرية في مختلف الطرق بمنطقة الخليل لحماية المستوطنين والجنود وتحسبا من وقوع عمليات فدائية. وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، قد تبنت في وقت سابق عملية مصرع الجنود الإسرائيليين الثلاثة. وأكدت الحركة، في بيان، أن الفدائيين انسحبوا من الموقع سالمين وبحوزتهم أسلحة الجنود الصرعى الثلاثة وهى بنادق من طراز أم 16 وقنبلة يدوية. وفى غضون ذلك أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية عن إطلاق قذائف هاون وصواريخ من طراز القسام على مستوطنة يهودية داخل الخط الأخضر جنوب مدينة عسقلان دون ان تشير إلى وقوع اصابات. كما تعرض مجمع غوش قطيف الاستيطانى اليهودى وسط قطاع غزة لصواريخ وقذائف فلسطينية مماثلة. عمليات في نابلس ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن جنوداً إسرائيليين تعرضوا لهجوم فدائي بالقنابل اليدوية أمس الجمعة قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وأطلق الجنود الإسرائيليون النار مما أدى إلى مقتل فدائي وفدائية واعتقال فدائي ثالث فيما تمكن الرابع من النجاة. وقال إسرائيلي ان الاشتباك وقع على طريق مؤدية الى مستوطنة شافيه شومرون شمال نابلس. وذكر فلسطينيون من سكان المنطقة، طبقاً لوكالة فرانس بريس، انهم سمعوا عيارات نارية وتحليق مروحيات. وكانت فلسطينيات نفذن في الماضي عمليات استشهادية إلا ان مشاركة نساء في عمليات من هذا النوع أمر غير معهود. ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات على العملية التي اسفرت عن مقتل العسكريين الإسرائيليين الثلاثة قرب الخليل. واعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسئوليتها عن هذا الهجوم. ويقول محللون ان من المرجح ان تعزز العمليات الفدائية الفلسطينية من التأييد الذي يلقاه حزب ليكود بزعامة رئيس الوزراء ارييل شارون في الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء. وتعهد شارون بتركيع الفلسطينيين بالقوة ومنع العمليات الفدائية ووقف الانتفاضة الفلسطينية المشتعلة منذ 28 شهرا ضد الاحتلال الإسرائيلي. ووصل عدد شهداء الإنتفاضة إلى 2139 شهيداً منذ بدء الانتفاضة في نهاية سبتمبر 2000. وبلغ عدد القتلى الإسرائيليين 687 إسرائيليا. شيخ فلسطيني يعبر على ركام منزل من اربعة طوابق هدمته قوات الاحتلال الصهيوني امس