يوم اغتيال الرنتيسي سمعت اخا عربيا سامحه الله في احدى الفضائيات العربية يشتم ويسب في كل حكام العالم العربي -عدا طبعا حاكم دولته ولست معنية بالدفاع عن اي حاكم انما يحق لنا ان نسأل كشعب عربي لا كنظام حكم عربي, في دولة من دول الاطراف في الخليج العربي, اين كان اخوتنا العرب وحكامهم معهم من ازمات وحروب وتهديدات وفقر مر بها شعبنا ومرت على شعوب هذه المنطقة ككل التي خاضت اربعة حروب اكلت الاخضر واليابس فيها؟ اين هم من ظروف ليست بافضل منها مرت على شعوب المغرب العربي ايضا؟ حين يسأل اخونا الكريم اين هم هؤلاء المتخاذلون وحين يسأل العديد غيره من الاخوة العرب نفس السؤال باحثين عن بعضهم البعض في الازمات, تساءلت اين كان الاخوة العرب من بعضهم البعض حين قمعت وأخرت مصالح العديد من الشعوب العربية الاخرى حيث همشت باسم "القضايا المصيرية" المصلحة القطرية الخاصة؟ خذ على سبيل المثال لا الحصر, مصر ضحت لفترة زمنية ليست بالقصيرة بابنائها وبمقدراتها وسيادتها على ارضها, ودول الخليج منذ ان حباها الله بهذا الذهب الاسود وهي المحرك التمويلي الاساسي لكل الحروب التي خاضتها دول الطوق, فماذا كانت النتيجة, لا تلك الحروب اوصلتنا لحل, ولا تلك الدول عوضت عن خسائرها في الارواح والاموال. منذ وقعت مصر معاهدة السلام مع اسرائيل, ومنذ توقف الخليج عن تمويل دول الطوق وهم يتعرضون لاشد انواع التهم بالعمالة وبالانبطاحية و"بالخيانة للعروبة" واين انتم يا عرب؟ سؤال يوجه لدول الاطراف الشرقية منها (الخليج) والغربية منها (المغرب العربي) المتخاذلة عن "نصرة" اخوتنا في دول المركز, فما قامت به مصر وما امتنعت عن القيام به دول الخليج عد خيانة و(امركة) و(صهينة) وتفتيتا للوحدة وخدمة للعدوو .. ( بس تعبت فالقائمة تطول) في نظر "الاحزاب" العربية التي اعتادت ان تقتات باسم القومية والبعثية والاشتراكية والشيوعية والتحريرية, ومع الاسف جندت العديد من ابناء هذه المنطقة اثناء دراستهم هناك لابقاء تلك الجذوة مشتعلة بمظاهرة وباعتصام وباضراب وبتجييش للعواطف وابتزاز مستمر لانتمائنا. تلك الاحزاب التي فشلت في بناء مدرسة او مستوصف صحي او مختبر علمي او مركز ابحاث وفشلت ان تمنح كرامة وحقوقا لشعوبها عليها ان تصمت الان, فالى ما قبل حرب 73 لم نسمح لاي صوت ان يعلو على صوت المدفع, وما ان سكت صوته, حتى جاءت الحكمة اخيرا لحكامنا والهمهم الله قليلا من التبصر لصالح شعوبهم المنهكة, وقلبوا المعادلة, ووجهت الجهود للتنمية الخاصة في تلك الدول التي اهملت وهمشت وتضاءلت اولوياتها لسنين, نجحت دول الخليج ومصر خلال الاعوام الثلاثين الماضية في رفع معدل النمو الاقتصادي وانعكس ذلك على المستوى المعيشي للانسان في تلك الدول, ليس انكارا لوجود معوقات للتنمية الاخرى المحلية الصرفة والتي لولاها لكان وضعنا افضل الف مرة, الا اننا لا يجب الا نغفل ان هذه الدول دفعت ثمنا عاليا جدا "للقومية العربية" كاش عدا ونقدا, وجاء دور شعوب هذه الدول كي توظف مواردها لخدمة تنميتها!! *كاتبة بحرينية