تضم محافظة الأسياح في منطقة القصيم أكثر من 20 مدينة وقرية وهجرة، ويسكنها عدد كبير من المواطنين، تتوافر لديهم خدمات كثيرة، غير ان المحافظة تفتقر إلى كلية بنات، مما دفع الأهالي لمطالبة وزارة التربية والتعليم بإنشاء كلية للبنات، ترحم بناتهم من عناء التنقل بين الأسياح ومدينة بريدة، للوصول إلى أقرب كلية، التي تبعد عنهن قرابة 180 كيلومتراً، فهن يقطعن في العام الدراسي الواحد قرابة 82 ألف كيلومتر، وينفقن على المواصلات قرابة 850 ريالاً شهرياً، أي كل مكافاتهن الشهرية التي يتسلمنها من الكلية، فضلاً عن أخطار الطريق التي تحدق بهن في ذهابهن وعودتهن، مما أجبر الكثيرات منهن على التوقف عن الدراسة الجامعية، والاكتفاء بشهادة الثانوية العامة. هذه المعاناة والمطالب فضل الأهالي نقلها عبر (اليوم) إلى وزير التربية والتعليم الدكتور محمد أحمد الرشيد، على أمل ان تفكر الوزارة في إنشاء كلية للبنات في المحافظة، التي يصل عدد طالبات الكلية فيها إلى قرابة 600 طالبة. هواجس ومخاوف يرى فيصل عبدالرحمن الفهيد أن من أبرز المشاكل التي تواجه أهالي الاسياح عدم وجود كلية للبنات، تقي بنات وأهالي هذه المحافظة أخطار الطريق، والهواجس التي تدور في أذهان أولياء أمور الطالبات، وخوفهم المستمر عليهن.. يقول: تخرج البنات من منازلهن للكليات قبل طلوع الشمس بأكثر من ساعة، وما ينتج عن ذلك من أخطار. وكذلك الإعياء الدائم من طول الطريق، وما له من تأثير نفسي وشعور دائم بالخوف، وتشريد للذهن وضعف الاستيعاب، نتيجة التعب، بالإضافة للعودة للمنزل في وقت متأخر، قد يصل إلى الساعة الرابعة عصرا، أو يزيد بالنسبة للهجر البعيدة عن مركز المحافظة. أخطار الطريق ويكمل الفهيد: مما يزيد المخاوف لدينا أخطار الطريق، التي تتعرض لها بناتنا يوميا، بسبب الازدحام والضغط على الطريق إلى مدينة بريدة من قبل طلاب الجامعات والكليات, وكذلك الموظفون من مدنيين وعسكريين... الخ, ومن ناحية أخرى السرعة الجنونية، التي يلجأ لها بعض سائقي الباصات، الذين يريدون الوصول للكلية بأسرع وقت، والعودة لمنازلهم في نهاية الدوام، وبأسرع وقت أيضاً. المكافأة للمواصلات أما نهار المطيري فيقول: عدد باصات نقل الطالبات من المحافظة إلى الكليات في مدينة بريدة يصل إلى حوالي 9 حافلات تقريبا، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 20 سيارة نقل خاصة.. ويكمل المطيري: لو افترضنا إن حمولة كل باص 50 طالبة، فيصبح عدد الطالبات 450 طالبة، أما النقل الخاص، ففي كل سيارة من 10 إلى 14 طالبة، وبتقدير متحفظ جدا نقول ان طالبات النقل الخاص يصل إلى 120 الى150 طالبة, والنقل الخاص مكلف جدا، فكل طالبة تدفع 500 ريال، وهناك هجر بعيدة في المحافظة، يصل المبلغ الذي يتقاضاه صاحب سيارة النقل الخاصة إلى 850 ريالاً، أي كامل مكافأة الطالبة, وفي هذا كلفة مادية باهظة على أولياء الأمور، خاصة إذا كان لدى ولي الأمر أكثر من طالبة، وهم في الغالب من ذوي الدخل المحدود والمتدني. 3600 كيلومتر شهريا يخشى جاسر عبدالرحمن الجاسر على بنات الأسياح، من تعرضهن لأخطار مستمرة، بسبب قطع مسافة 180 كيلومتراً تقريبا في المتوسط يوميا.. يقول: إذا افترضنا إن عدد الأشهر الدراسية في السنة 8 أشهر، وفي الشهر 20 يوما دراسياً فنضرب 180 كيلو مترا في 20 يوماً فيكون الناتج 3600 كيلومتر في الشهر، ثم نضربها في 8 أشهر فيكون الناتج82.800 كيلومتر، أي ان بناتنا يقطعن كل هذه المسافات في السنة. ويناشد الجاسر المسؤولين أن ينظروا بعين المسؤولية والإنسانية والمصلحة الوطنية لمعاناة الطالبات ومعاناة أولياء الأمور المستمرة.