منذ سنوات عدة وأهالي الأسياح التابعة لمنطقة القصيم يطالبون بضرورة افتتاح كلية في محافظتهم، أسوة بما هو حاصل في مختلف مناطق ومحافظات السعودية في ظل التوسع الكبير للجامعات والتطور الكبير الذي تشهده، ويعاني طلاب وطالبات الأسياح الذين يتلقون تعليمهم العالي خارجها من التنقل اليومي حيث يقطعون يوميا مئات الكيلومترات من أجل إتمام دراساتهم العليا، في رحلات يومية محفوفة بالمخاطر. وتقطع نحو 600 طالبة يتلقين تعليمهن في جامعة القصيم ببريدة يوميا ما يقارب ال 180 كلم للوصول إلى كلياتهن والعودة إلى منازلهن، وتبدأ تلك الرحلة قبيل مطلع الشمس وتنتهي بمغربها. بدر العتيبي (ولي أمر إحدى الطالبات) يشير إلى أن عدم وجود كليات من أهم المشكلات التي تؤرق أهالي المحافظة دون استثناء، ما جعل بعض المواطنين ينتقلون للعيش في مدينة بريدة أو المدن الأخرى، من أجل البحث عن كلية لأبنائهم وإبعادهم عن القلق اليومي الذي يعيشونه من جراء التنقل بالمركبات والحافلات المختلفة. ويرى المواطن علي عبدالله الفهيد أن هذه الأزمة قديمة جدا حتى أن كثيرا من المواطنين تعبوا من كثرة ترددهم على بعض المسؤولين وبلا فائدة، ويضيف: “الحل يكمن في فتح الكليات في المحافظة كونها تعد من كبرى المحافظات بالقصيم والتعداد السكاني الماضي شاهد على أن الأسياح تعيش انفجارا سكانيا رهيبا، ويصل عدد المواطنين المقيمين فيها قرابة 300 ألف نسمة، وهذا العدد كفيل بفتح المعاهد والكليات بالمحافظة. ويضيف المواطن راشد العبدالرحمن أن عدد الفتيات اللاتي يذهبن بشكل يومي إلى جامعة القصيم يفوق 600 فتاة، ويتساءل: “من المتسبب في هذه المعاناة اليومية التي يعشنها؟.. فالدولة لم تقصر وحرصت على راحة أبنائها ويهمها أن يجدوا كل حاجاتهم في المكان الذي يعيشون فيه، لكن هناك بعض المسؤولين يعقّدون الأمور ويعرقلون المشاريع، خاصة أن مشروع افتتاح كليات بالأسياح كان سيتحقق في وقت سابق لكنه أجل بحجة عدم وجود مقر لهذه الكليات”. من جانبه، ذكر صالح الزيد عضو اللجنة المحلية المشكلة من المحافظ لمتابعة مشروع افتتاح كليات بالأسياح أنهم قابلوا الدكتور علي العطية نائب وزير التعليم العالي في وقت سابق وشرحوا له المشكلة وآثارها السلبية في الأهالي، وتم تدعيم طلبهم بالأدلة والصور، وعن نتائج اللقاء أفاد الزيد: “الدكتور العطية وعدنا بتيسير وتسهيل كل العقبات وبذل أقصى الجهود من أجل حل هذه المشكلة، ونحن ما زلنا ننتظر تحقيق تلك الوعود على أرض الواقع”. “شمس” بدورها خاطبت جامعة القصيم ممثلة في العلاقات العامة وطلبوا إرسال فاكس بالموضوع، وتم ذلك قبل نحو الشهر ونصف الشهر وحتى الآن لم يصل منهم أي رد أو تعقيب، فيما باءت جميع محاولات التواصل خلال الأيام الماضية مع الدكتور خالد الحمودي مدير الجامعة بالفشل.