تواجه طالبات العيدابي خيارين أحلاهما مر في سبيل تعليمهن الجامعي، إما العلم على قمم الجبال الوعرة وقطع مئات المسافات ذهابا ومثلها إيابا، أو الاكتفاء بالتعليم الثانوي، حيث يصبحن مهددات بالخطر في كلتا الحالتين بالموت في أعلى الجبال ومواجهة الحوادث كل يوم في طريق جازان صبيا، أو سيطرة البطالة على فتيات المحافظة. وعلى الرغم من أن محافظة العيدابي تعد إحدى المحافظات التي تشهد كثافة سكانية، إلا أنها ما زالت تحلم بتحقيق وجود للقطاع الجامعي، خصوصا أنها تضم العديد من المراكز والقرى التي يتجاوز عدد سكانها 500 ألف نسمة، فيما يطالب الأهالي، عبر العديد من الخطابات، ومنذ سنوات عدة، بإيجاد كلية للبنات تؤمن مستقبلهن الدراسي وتحميهن من حوادث الطريق، حيث ما زالت الطالبات اللائي أصررن على إكمال تعليمهن في المحافظات الأخرى يتكبدن المتاعب والمشقة من تنقلهن عبر طرق وعرة وخطرة بين كليات المحافظات البعيدة عن العديد من المراكز. «عكاظ» التقت عددا من طالبات المحافظة للوقوف على معاناتهن، حيث تقول الطالبة صالحة الغزواني: تبخر حلمي، والسبب عدم وجود كلية في محافظتنا، فقررت الالتحاق بكلية صبيا التي لا تتوفر بها سوى تخصصات معدودة كالعربي ورياض الأطفال، وبعد أن كان حلمي الالتحاق بقسم إدارة الأعمال قررت الاكتفاء بأحد التخصصات السابقة؛ نظرا لبعد الطريق، حيث إن جميع التخصصات الجديدة والمرغوبة لا توجد إلا في جازان نفسها، علما بأن جازان تبعد عنا بأكثر من 60 كيلو مترا. وأشارت الطالبة خديجة الغزواني التي تدرس بكلية العلوم والآداب بالداير إلى أن كلية الداير لا يوجد بها سوى تخصصين: رياضيات ولغة إنجليزية، وعليه يكون طموح الطالبات محدودا، ورغم قربها إلا أن هناك طرقا جبلية يصعب على البعض الوصول إليها. وقالت سمر غزواني: أدرس بكلية صبيا، وأخرج من منزلي قبيل صلاة الفجر ولا أعود إلا بعد صلاة العصر؛ لارتباط الباص بجميع الطالبات بالمحافظة، فكل فتاة محاضراتها تختلف عن الأخرى، حيث إن هناك الكثير من الطالبات تبدأ محاضراتهن بعد الظهر، ولكن يداومن من الصبح من أجل سائق الباص، ونظرا لبعد المسافة؛ لذلك نرغب في فتح كلية كباقي المحافظات. وأوضحت الخريجة عهود الغزواني أن لها ست سنوات متخرجة قسم أحياء، ولكن لم تحظ بفرصة عمل في أي مجال، قائلة إنه فيما لو تم افتتاح كلية بالمحافظة سيتيح ذلك توظيف العديد من بنات المحافظة. وقالت ميمونة إن جميع الطالبات اللائي يدرسن يتنقلن إلى كلياتهن في سيارات منتهية الصلاحية، وعبر سائقين من كبار السن، وعلى حساب الأهالي، وبأجرة تتجاوز ال800 ريال، وكلما كان الطريق وعرا زاد المبلغ، كما أنه لم يتم تأمين باصات خاصة من جامعة جازان لنقل الطالبات. ومن جانبه، يرى المواطن محمد الغزواني أنه من الضروري افتتاح كلية للبنات بمحافظة العيدابي لتستوعب الأعداد المتزايدة من خريجات الثانوية، مضيفا: عرضنا معاناة بناتنا على المسؤولين في المنطقة، ولكن حتى اللحظة لم نسمع ما يشير لحلها، علما بأنه تم تخصيص الأرض من قبل بلدية المحافظة قبل ثلاث سنوات.