اكتسب العالم الصيني يوان لونجبينج شهرة واسعة في الصين وخارجها لقدرته على انتاج أرز هجين. والآن يدخل الرجل مجال الهندسة الوراثية لانتاج أرز أعلى انتاجية لحل أزمة تلوح في الافق في الغذاء الرئيسي للصينيين مما يسبب صداعا لزعماء البلاد. ولم يعد يوان قانعا بعمليات التهجين التي يجريها بين أنواع مختلفة من الارز فانضم وفريقه لحفنة من العلماء الصينيين في طليعة الباحثين عن تقنية لانتاج أرز معدل جينيا. وقال يوان "74 عاما" لرويترز في مقابلة عبر الهاتف من اقليم هونان بوسط الصين : أنواع الارز الجيدة مثل لاعبي ألعاب القوى الممتازين. كلما ازدادت قوتهم زادت قدرتهم على التفوق على أقرانهم. ويجري يوان أبحاثا بدعم من رئيس الوزراء وين جيا بو بشأن ادخال جينات من الذرة والارز البري الى انواع من الارز لرفع انتاجية الهكتار 5ر2 فدان الى 5ر13 طن اي عدة امثال انتاجية الانواع المعروفة. وتشكل الهندسة الوراثية نقلة نوعية ليوان الذي بنى اسمه ومكانته في الصين وخارجها على نجاحه بعد جهد جهيد في تهجين انواع اقوى من الارز. والارز هو الطعام الاساسي للشعب الصيني الذي يبلغ تعداده 3ر1 مليار نسمة. ودمج جينات نباتات مختلفة معا هي تجربة جديدة ليوان الحاصل مع آخرين على جائزة الغذاء العالمية لهذا العام. وبموجب هذه التقنية يمكن للعلماء دمج جينات نباتات مختلفة من الذرة الى النرجس البري وهو ما لا يمكن القيام به عند تهجين الانواع المختلفة من الارز. ويقول علماء آخرون ان عمليات التهجين تتطلب جهدا كبيرا وتستغرق وقتا طويلا. لكن الصين لم تحسم امرها بعد بشأن الهندسة الوراثية. وتريد الحكومة المضي قدما في انتاج محاصيل معدلة جينيا ذات انتاجية عالية واكثر مقاومة للامراض. وفي الوقت نفسه تخشى بكين ان تكون المنتجات المعدلة جينيا التي يصفها منتقدو تلك التكنولوجيا بأغذية فرانكشتين غير آمنة على صحة البشر. وقال يوان : نلتزم اقصى درجات الحذر بشأن الارز المعدل جينيا لاننا نريد ان يكون امنا للاستهلاك الآدمي. واذا نجح يوان في مبتغاه فان الارز المعدل جينيا قد يمثل حلا لتناقص انتاج الحبوب المستمر منذ سنوات بسبب لجوء المزارعين لزراعات اكثر ربحية مثل الخضراوات والفاكهة. وانخفض انتاج الصين من الحبوب في 2003 الى أدنى معدلاته في 13 عاما. وبلغ 6ر430 مليون طن بانخفاض نسبته ستة في المئة. ووصل انتاج البلاد من الارز في 2003 الى 165 مليون طن بينما تستهلك الصين 190 مليون طن سنويا. واضطرت الصين لشراء كميات كبيرة من الارز هذا العام من دول مصدرة مثل تايلاند لسد النقص وخفض اسعار الارز في البلاد التي وصلت الى اعلى معدلاتها منذ سنوات. وقال يوان الذي ينزل الى الحقول لفحص الزراعات بنفسه تحت الشمس الحارقة تنخفض المساحة المنزرعة بالحبوب بسبب زحف المدن على الريف...ولكننا نأمل ان تساعد انواعنا عالية الانتاجية المزارعين. وتمكن يوان عام 2000 من رفع انتاجية الهكتار الى 5ر10 طن وكان الارز العادي ينتج ستة اطنان. ونجح يوان عن طريق التهجين في رفع الانتاجية مرة اخرى الى 12 طنا. وتزرع الصين مساحة 31 مليون هكتار بالارز ونصفها من الارز الهجين. ولكن مساحة الارض المنزرعة بالانواع السوبر التي ينتج الهكتار منها اكثر من تسعة اطنان من المتوقع ان تبلغ ثلاثة ملايين هكتار فقط هذا العام. ويقول العلماء ان الامر سيتطلب بعض الوقت قبل زراعة الانواع الفائقة الجودة والانتاجية من الارز على نطاق واسع وربما يعزى ذلك من ناحية الى ان المزارعين يتعين عليهم ان يغيروا اساليب الزراعة التي اعتادوا عليها. وقال شين يين الذي يعمل مع يوان في مركز ابحاث الارز الهجين في هوان : زراعة الارز فائق الجودة تختلف تماما عن الارز العادي. يتعين على المزارعين ان يتعلموا اساليب جديدة للري والتخلص من الحشائش والتخصيب.