دون ان تعترف بخطئها في حل الجيش العراقي بدأت سلطة الاحتلال الامريكي في العراق اجراء اتصالات مع كبار ضباط الجيش لاقناعهم بالعودة للعمل في الجيش بعد ان فشلت في تحقيق الاستقرار او قمع المقاومة الوطنية. ويقول قريبون من الاحداث ان الاخضر الابراهيمي مبعوث الامين العام للامم المتحدة كان قد التقى خلال وجوده في بغداد بضباط عراقيين ممن عملوا في الجيش الوطني الذي حلته امريكا بعد احتلالها العراق وكانوا يتولون قيادة فيالق وفرق وألوية وخرج بقناعة مفادها ضرورة عودتهم الى الجيش وتقلد مناصب رفيعة فيه لكن المراقبين يعتقدون ان الابراهيمي ماكان سيتخذ خطوة بهذا الحجم ان لم يكن لديه ضوء اخضر من واشنطن. مصادر في بغداد قالت ل "اليوم" انه تم فعلا ترشيح عدد من هؤلاء الضباط لتسلم مناصب قيادية في الجيش الجديد وفي ادارة وزارة الدفاع ورئاسة اركان الجيش.وتم اعداد قوائم خاصة برتبهم والمناصب التي سيشغلونها ولم يتبق سوى موافقة سلطات الاحتلال على المباشرة بممارسة مهماتهم . ويعد هؤلاء الضباط من خريجي الكلية العسكرية العراقية وممن تلقوا دورات تدريبية خارج العراق ومن اصحاب الخبرة والنزاهة . وفي السياق نفسه تتجه النية في وزارة الدفاع العراقية الى دفع مستحقات ضباط الجيش العراقي السابق ومراتبه ممن كانوا بدرجة عضو فرقة فما فوق في حزب البعث في العراق وكذلك منتسبو الحرس الجمهوري وضباط الامن في الوحدات العسكرية بعد قرار اعادة البعثيين وضباط الجيش . وقالت مصادر من وزارة الدفاع العراقية ل (اليوم ) ان لجنة خاصة بدأت العمل في اعداد قوائم الضباط والمنتسبين المشمولين بالقرار لرفع التوصيات الخاصة بهم بشأن دفع الرواتب التي كانت قد قطعت عنهم بسبب حل الجيش وطرد البعثيين من الوظائف وايقاف رواتبهم . وقالت المصادر ان قوائم لاحقة ستصدر لاحالة العديد من الضباط إلى التقاعد وتأمين حصولهم على مستحقاتهم ممن لن يعودوا الى الجيش بينما سيتم تنسيب عدد آخر الى وظائف مدنية واستيعاب الضباط من الرتب الصغيرة في الجيش .من جهة اخرى شدد اللواء الركن المتقاعد كوركيس هرمز سادة الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية على ان لا ميليشيات في العراق الجديد وان جميع الميليشيات الموجودة حاليا ستندمج تدريجيا في الجيش الذي سيتكون بحلول - سبتمبر المقبل من 27 فوجا تضم بين 70 - 75 الف فرد مهمتهم الدفاع عن البلاد وحفظ الامن فيها . وقال كوركيس ان سياسة الوزارة الجديدة هي حماية الشعب العراقي في حال عجزت قوات الامن عن اعادة القانون فالوزارة مستعدة لتقديم كل العون لوزارة الداخلية . موضحا ان غاية الجيش العراقي هي الدفاع عن الوطن في الداخل والخارج . ودعا كوركيس كل عناصر الجيش العراقي القديم من جنود وضباط ومراتب الى التقدم للانضمام الى الجيش الجديد وبضمنهم من كانوا منتمين لحزب البعث المنحل ليتم اختيار العناصر بحسب الكفاءة والخبرة شريطة ان يكونوا ممن لم يرتكبوا جرائم ضد الشعب العراقي ومستعدين للخدمة بعيدا عن اية انتماءات حزبية ومؤمنين بمبادئ الحرية والديمقراطية للجميع. واضاف المتحدث ان وزارة الدفاع التي ستبلغ ميزانيتها مليارين ونصف المليار دولار العام المقبل ستشكل جيشا صغيرا لكنه قوي باعتماده الكفاءة والتقنيات الحديثة . واوضح ان الوزارة ستفتتح الكلية العسكرية وكلية الاركان كما سيكون للمرأة العراقية دور في الوزارة والجيش العراقي الجديد.