ضاعفت سلطة الاحتلال الأمريكي في العراق جهودها للبحث عن شخصية عراقية لشغل منصب وزير الدفاع بعد ان استكملت اعداد عدد من افواج الجيش العراقي الجديد لممارسة مهماتها في مرحلة أولى لتأسيس الفرقة الاولى من الجيش الذي سيبلغ قوامه ثلاث فرق تضم قرابة 40 ألف شخص. ووفقا لمصادر عراقية فان الاعلان عن تشكيل وزارة الدفاع سيتم قريبا وفي غضون الشهر المقبل من قبل الحاكم المدني الاعلى للعراق بول بريمر بعد ان تمت الاجراءات الخاصة بذلك ، حيث اكملت وحدات من جيش العراق الجديد تدريبها تحت اشراف ضباط متخصصين في القوات الأمريكية في معسكرات توزعت على انحاء مختلفة من العراق فيما تتولى الاردن حاليا تدريب عدد من الضباط والمراتب في الجيش الجديد . ومع اقتراب موعد اعلان تشكيل وزارة الدفاع العراقية ، اكدت مصادر عراقية مطلعة ل"اليوم" ان السلطة المدنية الأمريكية في العراق وعددا من خبراء البنتاغون مازالوا يبحثون عن شخص مناسب لحمل حقيبة الدفاع، حيث جرت اتصالات مع ضباط عراقيين كبار من الذين احيلوا إلى التقاعد في فترة حكم صدام حسين لشغل هذا المنصب، فيما اعتذر عدد من هؤلاء عن قبول المنصب الذي تتنافس عليه قوى سياسية عديدة. ويعتقد الأمريكيون ان اعتمادهم على عناصر الجيش العراقي القديم للانضمام الى الجيش الجديد يتطلب التعامل مع شخصيات عراقية شغلت مناصب سابقة لادارة شؤون الجيش الجديد الذي يتكون من ثلاث فرق اضافة الى فرقة لقوات الحدود. وترى الإدارة الأمريكية أنه يتعين أن تحظى هذه الشخصيات باحترام كبير لدى افراد القوات المسلحة وتبعد صبغة الطائفية عن الجيش الجديد بعد تذويب الميليشيات فيه والتي سوف لا يسمح لها بالبقاء في ممارسة مهماتها. وكان ناطق أمريكي قد أكد قبل أيام أنه لا مكان للميليشيات في الدولة العراقية الجديدة. ومع الجهد الذي يبذل الان يبقى اختيار وزير الدفاع المشكلة الأهم، حيث تشير المعلومات التي حصلت عليها (اليوم) من شخصيات عسكرية نافذة إلى أنه سيتم إسناد وزارة الدفاع إلى ضابط سني. وتقول المعلومات ان المرشح لهذا المنصب بشكل أولي هو اللواء براء محمد نجيب الربيعي ابن اللواء نجيب الربيعي الذي كان رئيس مجلس السيادة في أول جمهورية عراقية بعد سقوط النظام الملكي وأحد كبار الضباط الأحرار ممن فجروا الثورة عام 1958، فيما سيتم اسناد منصب رئيس الأركان الى ضابط شيعي ربما يكون المرشح له هو اللواء نجيب الصالحي رئيس حركة الضباط والمدنيين الأحرار التي تم تشكيلها خارج العراق (في لندن) منتصف التسعينيات وكانت معارضة لنظام الرئيس السابق صدام حسين. وعادت الى العراق بعد الغزو الأمريكي وقامت باتصالات بعدد من الضباط الكبار للانضمام اليها. وعلى الرغم من ان هناك اسماء اخرى في الاجندة الأمريكية لمنصب وزير الدفاع الا ان اغلب الذين التقاهم خبراء البنتاغون يفضلون قائدا عسكريا عراقيا سابقا بدل وزير مدني للدفاع كما كان مطروحا سابقا من اجل لجم طموحات الحركات السياسية العراقية للفوز بهذا المنصب . وتشير المعلومات الى انه في حالة الاعلان عن تشكيل (وزارة الدفاع) الذي بات وشيكا حسب مصادر مطلعة فأنها ستتولى السيطرة على هذه القوات التي بلغ عددها حتى الان اكثر من 20 الف شخص منهم تلقى تدريبات في عدد من المدن الشمالية الكردية بينما سيكون الجيش من ثلاث فرق تضم كل فرقة 27 فوجا آليا وخفيفا ، وقد تخرج منها اربعة افواج حتى الان حيث تخرج نهاية الشهر الماضي 1084 متدربا يشكلون الفوج الرابع لقوات الجيش العراقي الجديد الذي تسعى لتأسيسه الإدارة المدنية للقوات الامريكية بالتعاون مع قيادات عسكرية عراقية وطنية. وضمن خطة معدة جرى انشاء مقر اللواء الاول منتصف الشهر الماضي في منطقة السكك قرب الموصل حيث سيتم تشكيل اللواء من الفوج الاول والثالث والرابع ومع بداية - يونيو المقبل سيرتفع اجمالي الضباط المتدربين الى 1692 ضابطا وكذلك سيرتفع عدد ضباط الصف المتدربين الى 3500 ليشكلوا 15 فوجا .