من بين كتب عديدة صدرت فى امريكا حول تقييم سياسة الرئيس جورج بوش الخارجية لم يكن مستغربا ان يحصل كتاب (امريكا غير المقيدة امريكا أنباوند) الصادر عن معهد (بروكنغز) لمؤلفيه المحللين الاستراتيجيين ايفو دادلر وجيمس ليندسي على جائزة (غيلبر) الكندية كافضل كتاب غير ادبي لعام 2003. ويعتبر الكتاب الواقع فى 240 صفحة رحلة سلسة فى سياسة بوش الخارجية منذ بداية حملته الانتخابية عام 2000 وحتى الربع الثالث من عام 2003 او كشف حساب لتقييم ما للرئيس بوش وما عليه فى سياسته الخارجية. وفى الفصل الرابع (بناء فريق) يتحدث الكتاب عن نقطتين مهمتين حول قدوم بوش الى سدة الرئاسة الاولى متعلقة بظروف نجاحه المثير للجدل مشكلة فرز الاصوات فى فلوريدا ومجموع الاصوات التى حصل عليها (مشكلة الشرعية) والثانية تتعلق بقدرات بوش السياسية وخاصة فقر معلوماته عن السياسة الخارجية. ويشير الكتاب بشيء من التفصيل الى كيفية اختيار بوش لاركان فريقه للسياسة الخارجية اذ يؤكد ان اختيار باول المحسوم مسبقا جاء للاستفادة من شعبية هذا الجنرال الذى خدم فى مواقع عدة سابقة والذى يحظى بقبول لدى الجمهوريين والديمقراطيين اما اختيار كونداليزا رايس فجاء ايضا متوقعا بعض الشىء حيث كانت مسؤولة الشؤون الخارجية فى حملة بوش الانتخابية. اما اختيار دونالد رامسفيلد لمنصب وزير الدفاع فقد شكل مفاجأة كما يقول الكتاب لسبب مهم وهو ان رامسفيلد عندما كان وزيرا للدفاع ابان ولاية الرئيس الاسبق جيرالد فورد فى منتصف السبعينات حاول الضغط من اجل ترقية جورج بوش الاب لمنصب مدير ال (سي آي ايه) وذلك فى محاولة منه للقضاء على طموح بوش الاب فى الترشح للرئاسة التى كان رامسفيلد يطمح لها. ويقول المؤلفان ان رامسفيلد ما فتىء فى تلك الفترة يوجه الانتقادات تلو الاخرى الى بوش الاب وذلك لاخفاق المخابرات المركزية برأيه فى تقييم حجم مخاطر الانفاق العسكرى المتزايد للاتحاد السوفييتي. وللدلالة على العلاقة السيئة بين رامسفيلد وبوش الاب يقول الكتاب انه لم يكن مستغربا الا يشغل رامسفيلد اى منصب رسمي ابان رئاسة بوش الاب بين عامي 1988 و 1992. ولفك لغز اختيار رامسفيلد لوزارة الدفاع على خلفية ما ذكر سابقا يرجح الكتاب ان يكون الاختيار نابعا من قناعة بوش بقوة شخصية رامسفيلد وقدرته على السيطرة على جنرالات الجيش لخبرته ولانه يستطيع ان ينسجم مع شخصيات قوية داخل الادارة مثل تشيني وباول اضافة الى تحمسه لمسألة منظومة الدفاع الصاروخي. اما اختيار بول وولفويتز لمنصب نائب وزير الدفاع فيكشف الكتاب عن ان وولفويتز عرض عليه منصب مدير (سى اى ايه) فى البداية الا انه رفض حيث كان يرغب بمنصب وزير الدفاع الا ان جمهوريين عارضوا الفكرة بسبب ضعف قدراته الادارية مع قناعتهم بمؤهلاته السياسية والثقافية ولكن نقص الجانب الادارى فيه قلل حظوظه فى تولى وزارة تتجاوز ميزانيتها السنوية 300 مليار دولار خاصة ان الجمهوريين لم يكونوا يريدون تكرار سيناريو اختيار كلينتون لليز اسبن وزيرا للدفاع فى ولايته الاولى وخروجه منها بعد عام واحد لذات السبب. اما منصب مدير (سى اى ايه) فيكشف الكتاب عن ان قرار التمديد لجورج تينيت وهى اول حالة تمديد منذ اكثر من 30 عاما جاء بسبب علاقة تينت الجيدة مع بوش الاب. ويقول الكتاب ان بوش الاب لم ينس موقف تينيت ذي الاصل اليوناني عندما كان رئيس طاقم لجنة شوون الاستخبارات بالكونغرس عندما دعم اختيار بوش الاب لروبرت غيتس ليكون مديرا لوكالة الاستخبارات وكيف استطاع ان يقنع النواب الديمقراطيين بهذا الاختيار كما يشير الكتاب الى ان تينيت عندما كان مديرا للسى اى ايه ابان حكم كلينتون اطلق اسم جورج بوش الاب على مقر وكالة المخابرات المركزية0 وفى الفصل التاسع من الكتاب (المواجهة الحتمية) فى اشارة الى المواجهة فى الامم المتحدة لتسويق الحرب على العراق يقول الكتاب انه قبل احداث 11 سبتمبر لم يكن التغيير فى العراق هدفا استراتيجيا مستشهدا بكلام باول لدى عودته من الشرق الاوسط فى فبراير عام 2001 حول سياسة الاحتواء وان كان الكتاب يشير الى ان عددا من اركان الادارة من المحافظين الجدد كانوا يدفعون بملف العراق قدما. ولكن بشكل عام يؤكد الكتاب انه قبل 11 سبتمبر كانت الاولويات بعيدة عن العراق فتينيت مشغول بالارهاب ورامسفيلد مشغول بمسألة (التحول العسكري) ومنظومة الدفاع الصاروخي وتشيني كان مشغولا بقضايا الطاقة وقضايا داخلية اخرى ورايس مشغولة بالعلاقات مع روسيا. لكن من بين مسؤولى الادارة الامريكية يبرز اسم بول وولفويتز الذى يشير الكتاب الى ان هدف التغيير فى العراق كان هما قديما بالنسبة له يرجع الى ايام شغله منصب باحث فى التخطيط السياسي ابان حكم كارتر. ويضيف الكتاب ان وولفويتز كان من اشد معارضي ترك صدام حسين بعد حرب تحرير الكويت فى السلطة وقمعه لسكان الجنوب عقب انتفاضه مارس 1991 كما يشير الكتاب الى دوره ابان التسعينات فى التذكير بضرورة التغيير فى العراق الى جانب اقرانه من المحافظين الجدد مثل ريتشارد بيرل ووليام كريستول وروبرت كاغان وجيمس وولسي وغيرهما0الا ان الكتاب فضل السكون عن اسباب الالحاح على هذا التغيير في العراق وما اذا كانت له صلة باستراتيجيات الصهيونية العالمية و اليهود، خاصة ان أمريكييين كثيرين يتهمون مجموعة شبكة المحافظين الجدد بأنهم يقدمون ولاء لاسرائيل على حساب بلادهم. ويسرد الكتاب بتسلسل زمني سلس كيفية بروز ملف التغيير فى العراق وصولا الى الامم المتحدة ثم الحرب فى مارس 2003 حيث يشير الى انه بعد 11 سبتمبر وابان الحملة على افغانستان بدأ الحديث عن مسألة المفتشين الدوليين فى العراق ثم تم الطلب من رئيس اركان القوات المشتركة تومي فرانكس باستطلاع الخيارات العسكرية للتعامل مع العراق فى ديسمبر عام 2001 وصولا الى الطلب من كاتب خطابات بوش ديفيد فروم باعداد خطاب حالة الاتحاد فى يناير عام 2002 وايجاد تبريرات ازاء العراق وهو الخطاب الذى اطلق فيه بوش مصطلح (محور الشر). ويشير الكتاب الى ان العجلة استمرت فى الدوران حيث اعطيت لوكالة الاستخبارات المركزية 200 مليون دولار للتحرك استخباريا بشأن العراق والطلب من البنتاغون استعراض الخطط وتقديمها فى مدة لا تزيد على نهاية الصيف كان الطلب هذا فى فبراير وبدء ظهور رايس وباول فى وسائل الاعلام والتحدث بشيء من الحزم عن صدام حسين والرغبة فى اطاحته. ويستعرض الكتاب بعد ذلك بشكل مسهب الصراع بين (الصقور) و(الحمائم) في الادارة الامريكية حول ملف العراق ويستشهد بكلام لاحد الصقور فى مجلس تنسيق سياسات الدفاع كينيث ادلمان عندما قال ان تحطيم قدرة صدام وتحرير العراق ستكون سهلة قطعه كعك لثلاثة اسباب بسيطة وهى ان طرد العراق من الكويت كان سهلا وان صدام اضعف الآن من قبل وامريكا اقوى من قبل. ويشير الكتاب الى ان باول وتينيت كانا معارضين للتوجه الى الحرب وترافق ذلك مع حديث عن ضرورة وقف العنف فى الاراضى المحتلة وآثاره على تسويق اى عمل ازاء العراق وان هذا ما استنتجه ديك تشيني نفسه عندما زار الشرق الاوسط فى مارس 2002 0 لكن خيار الحرب كان ماثلا بل وحاسما كما يقول الكتاب مستشهدا بمساعد كولن باول ريتشارد هاس عندما سأل كونداليزا رايس فى يوليو عام 2002 حول امكانية شن حرب من عدمها حيث قالت له رايس (لا تتعب نفسك 00 القرار اتخذ). واهم ما يستعرضه هذا الفصل من الكتاب الخلاف بين تشيني وباول حول اللجوء الى الامم المتحدة وكيف تعززت حظوظ باول باللجوء الى الامم المتحدة والتمهل فى قرار الحرب مدعوما بموقف الاعضاء الجمهوريين فى الكونغرس عقب جلسات الاستماع التي تمت فى اغسطس حول هذا الموضوع وعلى رأسهم زعيم الاغلبية الجمهورية بمجلس النواب ديك ارمي اضافة الى مواقف الجمهوريين السابقين وعلى رأسهم جيمس بيكر وبرنت سكوكروفت وهنري كيسنجر ولورنس ايغلبيرغر وغيرهم. ويشير الكتاب الى ان الصراع بين باول وتشيني استمر مشتهدا بخطاب تشيني عن العمل الاحادي ازاء العراق فى سبتمبر عام 2002 ورد فعل باول عندما قال عن خطوة تشيني انها تبدو كحرب استباقية الا ان بوش حسمها فى سبتمبر بالذهاب الى الجمعية العامة والقاء خطابه الشهير حول العراق والطلب من مجلس الامن التعامل مع التهديد العراقي. ثم يسرد الكتاب القصة المعروفة حول المواجهة فى الامم المتحدة ومواقف بعض الدول الرافضة لاى تفويض باستخدام القوة وصولا الى تهديد فرنسا فى مارس 2003 باستخدام الفيتو ضد اى قرار يجيز استخدام الحسم العسكري فى ملف العراق واهم استنتاج يطرحه الكتاب فى نهاية هذا الفصل من خلال سرد الاحداث وتسلسلها هو ان قرار اللجوء الى المنظمة الدولية كان مترددا ولم يكن استراتيجيا مخططا له الامر الذى يفسر كثيرا من تشابك لغة الخطاب خلال الاحداث التالية. وفى الفصل ال 11 (من هو المقبل) يستعرض الكتاب سورياوايرانوكوريا الشمالية كنماذج للدول التى ردد بعض مسؤولي ادارة بوش اسماءهما كاهداف محتملة بعد نجاح غزو العراق. وبالنسبة لسوريا يقول الكتاب انه اضافة الى التهم القديمة الثلاثة وهى دعم الارهاب والتسلح البيولوجي والكيماوي والتحكم في شؤون لبنان برزت التهمة المزعومة الاهم وهى قيام سوريا بتقديم مساعدات لوجستية الى نظام صدام حسين ابان الحرب وفتح الحدود امام الارهابيين الاجانب للدخول الى العراق وايواء عناصر من النظام السابق فى سوريا. ويضيف الكتاب ان سوريا قطعت الطريق امام تلك النزعة لوضعها كهدف مقبل بعد العراق وذلك عن طريق اغلاق الحدود اواخر ابريل 2003 وابداء موقف ايجابي نسبيا ازاء عملية السلام فى الشرق الاوسط وتسليم مسؤولين عراقيين سابقين الى قوات التحالف والغياب عن جلسة التصويت فى مجلس الامن على قرار يعترف بسلطة الاحتلال وينظم وضعها قانونيا بدلا من الحضور والاعتراض عليه واخيرا تخفيف حدة الخطاب المعادى لامريكا نسبيا على حد قول الكتاب. اما بشأن ايران فهناك كما الحال مع سوريا قائمة اتهامات قديمة تتعلق بمسألة دعم الارهاب وحقوق الانسان وملف التسلح الا ان تلك القائمة وفقا للكتاب تطورت لتضم بشىء من التفصيل مسألة وجود عناصر من تنظيم القاعدة داخل ايران والتدخل الايراني فى شؤون العراق والرغبة فى دعم عناصر عراقية مدعومة من طهران لانشاء نظام فى بغداد مشابه لطهران. ويشير الكتاب الى ان كثيرا من الصقور فى الادارة الامريكية دفعوا باتجاه مزيد من الضغوط على ايران الا ان الكتاب يشير الى ان الادارة الامريكية واجهت مشكلة فى انها لا تعرف ماذا تفعل بايران واستشهد الكتاب بما قاله بوش عندما سئل فى منتصف 2003 ما اذا كان يفكر بعمل عسكرى تجاه ايران حيث قال: (لا 00 نحن نتوقع منهم ان يتعاونوا 00 نحن نعمل مع العالم لتشجيع ايران على التعاون 00 ليس لدينا خطط عسكرية بهذا الشأن.) وينتقد الكتاب مسألة لجوء الادارة كسابقاتها الى استمرار سياسة العزل مشيرا الى ان تلك السياسة لم تسفر عن شىء وان التزام سياسة تشجيع الايرانيين فى الداخل على معارضة النظام وتوجيه رسائل تشجيع لهم لم يسفر عن نتيجة ايضا اما بالنسبة لكوريا الشمالية فيورد الكتاب ان واشنطن فشلت فشلا استراتيجيا عظيما فى التعامل مع هذا البلد المعزول والغامض منذ خمس عقود. ويعطي الكتاب مساحة كبيرة لكيفية فشل الادارة الحالية فى التعامل مع الملف الكورى واضطراب الاولويات بدءا من تأكيد رغبة كولن باول بالابقاء على سياسة كلينتون ازاء كوريا ودعم اتفاق عام 1994 القاضي بتجميد النشاط النووى مقابل تزويد كوريا بالنفط وكيف بعد ذلك عارض بوش رأي باول وخالفه. ويشير الكتاب الى ان بوش عارض سياسة دول الجوار (الصين، كوريا الجنوبية، اليابان) فى المسألة الكورية بل انه احرج رئيس كوريا الجنوبية الجديد كيم جانغ عندما عارض مسألة الانفتاح نسبيا على كوريا الشمالية والتفاوض مباشرة وهو ما يتناقض مع سياسة (الشمس المشرقة) التى تبنتها سيوول مؤخرا مع بيونغ يانغ. لكن الكتاب يشير الى انه مع منتصف 2001 استطاع باول اقناع بوش بضرورة اتباع رأي دول المنطقة غير ان الملف شهد فتورا بسبب الانشغال بتداعيات احداث 11 سبتمبر بعد ذلك الى ان عادت مع مطلع 2002 حين وضع بوش كوريا الشمالية ضمن محور الشر فى خطابه عن حالة الاتحاد. ويشير الكتاب الى كيفية تفجر الملف بقوة فى صيف 2002 عندما اعلنت بيونغ يانغ عن استئنافها العمل على تخصيب اليورانيوم وفشل مباحثات مبعوث بوش جيمس كيلى فى بيونغ يانغ. ويكشف الكتاب سرا مهما عندما يؤكد ان بوش قرر ابقاء اعلان بيونغ يانغ عن استئناف تخصيب اليورانيوم سرا لمدة اسبوعين حتى يمرر التصويت فى الكونغرس حول مسألة استخدام القوة فى العراق وكيف قال بوش آنذاك لمساعديه (لا نريد ازمات اخرى الآن). ويسرد الكتاب تطور الامور بشكل درامي عندما قامت بيونغ يانغ بعد ذلك بطرد المفتشلن الدوليين الثلاثة المتبقين لديها والاعلان عن الانسحاب من معاهدة حظر انتاج الاسلحة النووية. ويتطرق الكتاب بشي من الاسف لكيف التزمت ادارة بوش الصمت ازاء تلك التطورات بل ذهبت بعيدا فى تعبيرها عن عجزها عندما حاولت تقليل حجم الازمة وكيف بدأت تتحدث عن ضرورة اشراك دول الجوار الكورى فى المسألة بقوة وضرورة حل الملف عن طريق المنظمات الدولية (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) الكتاب الى ان احد الاسباب الرئيسية فى الفشل مع الملف الكورى يرجع الى تكريس كل طاقات الادارة للملف العراقي منبها الى ان المعضلة تكمن فى ان كوريا الشمالية ليست كالعراق وان خيار التعاطي العسكري معها صعب جدا. ويتطرق الى قدرات كوريا العسكرية وما تملكه من قدرات نووية محتملة وصواريخ طويلة المدى تصل بسهولة جدا الى طوكيو وسيوول وجيش يفوق تعداده المليون جندى بآلة حربية متطورة. وفى الفصل الاخير بعنوان (مخاطر القوة) يشرح الكتاب كيفية تعاطي ادارة بوش مع حقيقة قوة امريكا والرغبة في استغلالها بشكل خاطىء حيث يورد الاخطاء المتعلقة بفهم العمل الجماعي الدولى والتعامل مع الحلفاء التقليديين بشيء من الصلافة اضافة الى كيفية التحرر بشكل غير مدروس لتبعات الخطوة من معاهدات دولية مهمة ذات اجماع عالمي كبروتوكول كيوتو والمحكمة الدولية لجرائم الحرب وغيرها وعدم التفهم لحجم تشوه صورة امريكا لدى لرأي العام العالمي وضياع الاولويات وغيرها من الاخطاء فى نظر مؤلفي الكتاب. وحول التعامل مع الحلفاء مثلا يورد الكتاب بشكل مفصل كيف تطلب انشاء تحالف واسع لتحرير الكويت من القوات العراقية قيام وزير الخارجية آنذاك جيمس بيكر بزيارة 41 دولة خلال اشهر معدودة فى حين لم يقم كولن باول لحشد التأييد لعمل ضد العراق قبل عام الا بزيارة اربع دول لم يركز فيها على العراق وحده. وحول عدم التفهم لحجم الاستياء العالمي يورد الكتاب تصريحا لكوندليزا رايس تقول فيه بتهكم بعد حرب تحرير العراق لصحفيين اوروبيين كانت هناك اوقات بدأ العالم ينظر الى قوة امريكا على انها اكثر خطورة من صدام حسين.. دعونى اضعها هكذا.. نحن لا نفهم لماذا يحدث هذا. اما بشأن ضياع الاولويات فيورد الكتاب مثال كيف قام بوش بأول زيارة خارجية له الى المكسيك وكيف تعهد للرئيس المكسيكي فيسنتي فوكس بتحسين العلاقات والتركيز على امريكا اللاتينية ومشاكلها التى تدخل في صلب الامن القومي الامريكي وكيف انه بعد احداث 11 سبتمبر ادار بوش ظهره للمكسيك ولامريكا اللاتينية برمتها الامر الذى اثار الحنق لدى فوكس وهو ما انعكس بموقف المكسيك المتصلب فى مجلس الامن لاعطاء اى تفويض باستخدام القوة ضد العراق. واخيرا فان اهمية الكتاب تنبع من حقيقة واحدة وهى ان الكتاب لم يصدر عن مؤسسة او يكتب من قبل مؤلف محسوب على تيار لديه عداء مستحكم مع ادارة بوش واليمين المحافظ بل ان الكتاب فى النهاية يصدر عن مؤسسة مرموقة تعتبر أحد اهم مراكز البحث فى امريكا ومن هنا تكمن موضوعيته النسبية. بوش الاب والابن ودور الاول في اختيار الادارة الامريكية