اهتم جابر بن حيان الازدي اهتماما بالغا بدراسة العلاقة القائمة في كل جسم من الاجسام بين ظاهره وباطنه , وهذا ما سماه علم الميزان , الذي اعتبره افضل اداة لدراسة المادة , وهو ما يسمى في العصر الحديث الاوزان المتكافئة, ولوقع هذا الموضوع بين العلماء الف جابر بن حيان كتابا سماه (الميزان) وها الكتاب له ثقل علمي عظيم , ولذا انتشر بين علماء المشرق والمغرب على السواء , وصار من اعم المراجع في مجال علم الكيمياء ويقول فاضل أحمد الطائي في كتابه لمحات علمية (ولابد لي أن اذكر طريقة جابر بن حيان في التحليل الكمي واستعماله الميزان استعمالا فنيا في ضبط مقادير الشوائب في المعادن لم يعرفه الغرب الا بعد سبعة قرون). يقول عبد الحليم منتصر في بحثه الذي قدمه في مؤتمر الحضارة العربية بين الاصالة والتجديد في عام 1395 هجرية(1975م) في بيروت , والذي بعنوان المنهج العلمي التجريبي لدى علماء العرب في العصر الاسلامي. إن جابر بن حيان الازدي ادخل على الصناعة شيئا جديدا اسمه(علم الميزان) فجعل لكل من الطبائع الاربع ميزانا , ولما كان الذهب اصبر المعادن على النار , فقد اعتبر جابر بن حيان ان الطبائع متوازية متعادلة فيه أما الفلزات الأخرى فطبائعها غير متوازية, وفي رأيه اذا ما تعادلت الطبائع في اي منها , امكن تحويله الى ذهب الابريز. وذكر ايضا عبد الحليم منتصر في محاضرة القاها في بغداد عام 1396ه (1976م) في مؤتمر الاتحاد العربي للفيزيائيين والرياضيين والتي بعنوان هل الحضارة ستشرق من الشرق مرة ثانية . عندما قام جابر بن حيان الازدي بتجربته المشهورة: زئبق + كبريت تعطينا حجرا أحمر وهو ما يسميه العلماء بالزنجفر , وهي ليست مادة جديدة في كلتيها والحقيقة ان هاتين المادتين لم تفقدا ما هيتهما , وكل ما حدث انهما تحولتا الى دقائق صغيرة مختلفة امتزجت ببعض فأصبحت العين المجردة عاجزة عن التمييز بينها, وظهرت المادة الناتجة من الاتحاد متجانسة التراكيب , ولو كان في قدرتنا وسيلة تفرق بين دقائق النوعين لأدركنا كلا منهما محتفظا بهيئته الطبيعية. هذا التصور الخلاب يجلب الدهشة حيث أن هذه التجربة توحي بالنظرية الذرية المشهورة والتي تقول:( إن جميع المواد العناصر تتكون من دقائق متناهية في الصغر دائمة الحركة لا تقبل التجزئة سميت ذرات, وأن ذرات العنصر الواحد متشابهة في الخواص ومتساوية في الوزن, كما تختلف العناصر باختلاف ذراتها . وعندما تتحد الذرات لتشكيل مركبات فان الاتحاد يتم بين ذراتها) ولكن علماء الغرب يدعون خطأ أن مكتشف هذه النظرية الهامة جدا هو جون دالتون العالم الانجليزي الذي عاش بين(1766 1844 ميلادية) وهو عالم مشهور في حقلي الكيمياء والفيزياء أنه لمن العدل أن نقول أن جون دالتون لم يزد على تطوير النظرية الذرية التي ابتكرها العالم المسلم جابر بن حيان الازدي , الذي سبق جون دالتون باكثر من الف عام وقد طور العلم الحديث النظرية معتبرا ان الذرة غير مصمته وبها فراغ.