ومع الاسف الشديد زعم علماء اوروبا خصوصا من عمل منهم في حقل علم الكيمياء ان نظرية الاتحاد الكيميائي التي تبين التفاعلات الكيميائية تتم باتصال ذرات العناصر المتفاعلة بعضها ببعض هي من عمل جون دالتون (الذي عاش بين 1766 1848 ميلادية: انجليزي الاصل اشتهر في دراساته العلمية التي تتعلق بالذرة) ونسي هؤلاء العلماء الحاقدون ان جابر بن حيان الازدي قد سبقه الى القول بان الذرة لا تنقسم وانها تدخل اعنف التفاعلات الكيميائية وتخرج كما هي. ويقول عبدالرازق نوفل في كتابه (المسلمون والعلم الحديث) نقلا عن جابر بن حيان نصه: (يظن البعض خطأ انه عندما يتحد الزئبق والكبريت تتكون مادة جديدة في كلتيهما. والحقيقة ان هاتين المادتين لم تفقدا ماهيتهما، وكل ماحدث لهما انهما تجزأتا الى دقائق صغيرة، وامتزجت هذه الدقائق بعضها ببعض فاصبحت العين المجردة عاجزة عن التمييز بينهما، وظهرت المادة الناتجة من الاتحاد متجانسة التركيب ولو كان في قدرتنا الحصول على وسيلة نفرق بها بين دقائق النوعين لادركنا ان كلا منهما محتفظ بهيئته الطبيعية الدائمة ولم يتأثر مطلقا). وقد وصل عالم العرب والاسلام جابر بن حيان الازدي بعلم الكيمياء درجة عالية من الرقي نتيجة تجاربه العلمية وملاحظاته الدقيقة فهو الذي اثبت بمالا يقبل التأويل ان الذرة لاتنقسم، ولكن علماء الغرب بتعال انكروا جهود ابي موسى جابر بن حيان، ونسبوا ان هذه النظرية الخطيرة لجون دالتون الذي نريد من القارىء ان يحكم بنفسه اذا قرأ النص الذي نقله عبدالرازق نوفل عن جابر بن حيان. واضاف زكي نجيب محمود في كتابه (جابر بن حيان) قائلا: بل ان الحقد قد تخطى ابعاد الزمن، حتى ان مؤرخا للعلم الحديث اراد ان يؤذي جابر بن حيان فاستكثر عليه ان يكون هو صاحب النظريات الكيماوية ذات القيمة الخطيرة التي تنسب اليه في اوروبا فراح يشطر انتاجه انتاجه شطرين: شطر فيه الدسم العلمي نسبه الى مؤلف قال عنه انه مجهول، وانه انتحل لمؤلفاته اللاتينية في العصور الوسطى اسم (جابر) ليحتمي بسمعته وشهرته وشطر فيه تفاهة وغثاثة هو الذي يجور نسبته الى جابر العربي، اما هذا المؤرخ للعلم الذي اشير اليه فهو برتلو.