يغفل كثير من الباعة ومندوبي المبيعات - عن قصد أو غير قصد - الاهتمام بالجانب الإنساني في عملية البيع المتعلق بنفسية العميل.. فترى البائع عبوسا، او في احسن الاحوال غير مبتسم. فيعلق بذلك عملية البيع على جودة المنتج تاركا للمنتج ليسوق نفسه، قد ينجح في ذلك ان كان متفردا بمزايا تنافسية عن المنتجات الاخرى، وكان العميل على علم بتلك المزايا، فيبدأ العميل في التدقيق والمقارنة، مما يدخله في دوامة القلق والخوف من الغبن ان هو اشترى هذا المنتج، وهل يحتاج الى وقت للتفكير واخذ المشورة؟ هذا الصراع النفسي قد ينتهي به لاحقا الى انهاء عملية الشراء بالجملة العامية المشهورة (آخذ لفة وارجعلك) ولعله يجد ضالته عند الغير فلا يرجع. ان السبب في ادخال العميل في هذه الدوامة هو عدم الاطمئنان الناشىء من عدم احتواء البائع له حال دخول السوق بكل تقسيماته. وكما يقال (اذا عرف السبب بطل العجب)، فان سبب عدم الاطمئنان يمكن ازالته، او جزء منه بإزالة مسببه وذلك باعطاء العميل جرعات مطمئنة من التبسم،ولو كان البائع حصيفا واحتسب هذا التبسم فانه سيؤجر عليه حتما لقوله صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه اخيك صدقة). ان للتبسم مفعول السحر في اتمام الصفقات والمعاملات البيعية والتجارية، وقد اشتهر في المجتمعات الخليجية ان مندوب المبيعات، او البائع من الجنسية العربية (المعينة)!! اقدر من غيره، وان كان هذا التعميم خاطئا الا ان لهؤلاء المناديب قدرة على تكوين الفة طبيعية مع العميل نتيجة للهشاشة والبشاشة في وجهه. فليتكلف الباعة والمسوقون بالتبسم وان وجدوا في ذلك صعوبة او رتابة عله يصبح يوما اسلوب حياة فان العلم بالتعلم والحلم بالتحلم.