ما اجمل ان تبتسم في وجه اخيك وما أجمل أن تكون الابتسامة هي بداية يومك وبداية أي عمل تقوم به. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة) عبس 38 ، 39. وقال سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى اخاك بوجه طلق). وقال ايضاً سيد الأولين والآخرين رسول الله صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه اخيك لك صدقة). وقال الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه: البشاشة حباله المودة. وقال ايليا أبو ماضي: قال الصبا ولى فقلت له ابتسم لن يرجع الاسف الصبا المتصرما قلت ابتسم مادام بينك والردى شبر فانك بعد لن تتبسما وقال الشاعر: إذا كان الكريم عبوس وجه فما أحلى البشاشة في البخيل وقال آخر: وما اكتسب المحامد طالبوها بمثل البشر والوجه الطليق وقال حكيم: ليكن وجهك بساما وكلامك لينا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم الذهب والفضة. وقالت الحكمة: الابتسام طريقك الاقصر إلى قلوب الآخرين. إن الناس تتجه لا شعوريا نحو البائع المبتسم ونحو الممرض المبتسم ونحو الطبيب المبتسم ونحو الموظف المبتسم والسائق المبتسم وحتى بائع الفول والتميس تجد أن دكانه أكثر ازدحاماً ، ولذلك عندما تجد وجهاً طليقاً وكلاماً ليناً لا تلبث الا ان تتجه إليه ، أما الإنسان العبوس فتجد الناس يهربون منه ويبتعدون ويقولون يكفينا متاعب حتى نتجه إلى هذا العبوس. وكنت في أحد الأيام أجلس مع العم عبدالله بصنوي - رحمه الله - في مركازه في الشامية وجاء أحد رجال الحارة يسأله ويرغب في فتح دكان في الحارة لبيع الحلاوة الطحينية والجبن والزيتون والكعك ، فقال له عمدة الشامية - رحمه الله -(شوف يا ابن الحلال إذا ما تعرف تبتسم وتقول كلام لين في وجه الزبون انصحك لا تفتح الدكان). قلت سبحان ربي العظيم إن أهل الحارة زمان كلامهم حلو وجميل وفيه حكمة كبيرة ، وفتح الرجل الدكان ونفذ وصية العم عبدالله بصنوي واقبل عليه الناس يشترون الحلاوة الطحينية واللبنية والمشبك واللدو والجبن والزيتون والخبز والكعك ، وكان هذا الرجل يقول لكل زبون حياك الله يا أبو عبدالله ويبتسم في وجه الزبون فاشتهر دكانه بهذه العبارة وزادت مبيعاته ، فياسادة ياكرام دعونا نعلم ابناءنا الابتسام في وجه الأخ المسلم وتوجيه الكلام اللين الطيب وتذكرهم بقول سيد الخلق اجمعين (تبسمك في وجه اخيك لك صدقة). وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.