في الساحة الشعبية وحدها , من حقك أن تزعم انك العفريت الذي أحضر عرش بلقيس لنبي الله سليمان عليه السلام , وأن تزعم انك كنت في مكة ذات صيف , وعندما تضايقت من حرها اللاهب , صعدت على سطح منزلك , وفردت ذراعيك ثم حركتهما كما يفعل الطائر بجناحيه , وطرت في الهواء إلى الطائف ولما هبطت على قمة جبل الهدا , التفت باتجاه مكة فوجدت مسارك عبر الجبال قد تحول إلى طريق ٍ معبد بمسارين متعاكسين , وأنك قمت ببناء أهرامات مصر و اكتشفت البنسلين والذرة , كما انه من حقك أن تدعي انك الرجل المعجزة , حتى لو كنت تعد من سقط المتاع بناء على هامشيتك في الحياة و لن تجد من يقول لك قف . أنت تهذي , أنت مريض ويجب أن تخضع لعناية طبية مركزة حتى تشفى , بل ستجد إعلاما ً شعبيا ً يشاركك الهذيان ذاته , والمرض ذاته , وسيفتح لك صفحاته لتتوهم فيها كما تشاء بصوت ٍ مقروء , ومدعما ً بصورك وأنت بكامل أناقتك , ليتأكد القارئ انك كنت بصحة بدنية جيدة ولم تهمل ملابسك وتطلق شعرك على طريقة المشردين , وأنت تتحدث عن معجزاتك , أخر حلقات المسلسل الشعبي الطويل ( الرجل المعجزة ) لعب دور البطولة فيه يوسف الزهراني الذي اشرف على الملف الشعبي في جريدة عكاظ في قترة سابقة , عندما خرج قبل أيام في إحدى الصحف ليقول , أن الساحة الشعبية بدوني ( ولا شيء ) , علقمة يضع هنا نقطة نظام . لقول للسيد الزهراني , هل من المنطق أن تكون الساحة ( ولا شيء ) عندما تفقد ال .. (لاشيء) , كل ما فقدته برحيل ال (لاشيء) هو تراجع موجات المهاترات الصحفية , وتقلص النصوص المسروقة . علقمة يسأل الله السلامة للشعراء من الوهم والتوهم والوقوف الطويل أمام المرآة على طريقة الرجل المعجزة.