أكد الناقد الشعبي محمد بن عائض القرني أن الشعر الشعبي أخذ بريقه في الاضمحلال، بعد أن عكف مجموعة من الشعراء على تسخير الشعر في المهاترات والهجاء، وإيقاظ العصبية القبلية، والنزول بالقصيدة إلى مستوى ركيك، وأضاف القرني أن هؤلاء الشعراء لا تجد لهم بصمة في شعر الحكمة والمواعظ، وأكد القرني أنهم درجوا على كسب المال من خلال نبذ القيم والمبادئ، فلا يردد لهم قصيد، وإن ماتوا نسيهم الناس. وأضاف القرني أنه يوجد للشعر النبطي جمهور واعٍ، الأمر الذي يشكل خطرا على شعراء الهجاء، حيث ينبذ هذه العينة المحسوبة على الشعر والشعراء، ويعمل على تحجيمهم وتعديلهم عن هذا المسار، الذي تسبب في كثير من المشكلات، ولفت القرني إلى أن الساحة الشعبية تزخر بعدد جيد من الشعراء الذين سخروا قصيدهم لحل المشكلات بين الناس، ولقول قصيد الحكمة والموعظة، والدعوة إلى التلاحم والتآخي، من هؤلاء الشعراء: الشاعر ظافر بن عامر القرني من سبت العلاية، الذي أسهم بدوره في حل كثير من الخلافات بين القبائل، والشاعر صالح بن خضران القرني، وحسن بن جرادي، وسعد بن عاطف، وموسى الخثعمي، وحوقان المالكي، وعبدالله بن مساعد الحارثي، وأبو زيد الشهراني، وأبو جعيدي الغامدي، وجميعهم شعراء حكمة وموعظة، وكان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في حل الكثير من المشكلات، وإضفاء طابع مميز على الحفلات الشعبية، وأكد القرني وجود عينة من الشعراء الذين نهجوا نفس نهج الشعراء الآنف ذكرهم، وحققوا أهدافهم، وارتقوا بالشعر النبطي إلى مصاف الجماليات، في مناطق المملكة، ومنهم: سعد بن عزيز القرني، وسعيد بن هضبان الحارثي، ومحمد ظافر الشمراني، وخلف العلياني، ومحمد الغويد، ومحمد بن مصلح الزهراني، وعبدالواحد الزهراني، وعيضة المالكي. وشدد القرني على أهمية أن يسير الشعراء على نهج الشعراء الآنف ذكرهم؛ كي يكون للساحات الشعبية طابعها المميز والخاص، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد قدوم الصيف الذي يشتهر بإقامة الحفلات الشعرية التي تستقطب شعراء النبطي من جميع أطراف المملكة.