كم مرة سمعتم هذه العبارة الذكورية المتغطرسة .. ( هوشة حريم ) وهذه الأخرى التي يرددها الرجل وهو جالس على أريكة نرجسيته فوق قمة غروره و يشير بسبابة فكره المصاب بالتورم الذكوري الفاقد للمرجعية العلمي أو للتجربة التاريخية التي تمنحه حق استلاب المرأة قدرتها على استعمال العقل والمنطق خلال التعامل مع مجريات الأحداث .. أسوق هذه المقدمة لموضوع يجدر بنا أن نناقشه نقاشا ً هادئا بعيدا ً عن الرغبة الجامحة للانتصار للذات الرجولية التي قد تجعلنا نتجاهل الحقائق والتجارب والمعطيات المعاشة في الساحة الشعبية التي للأسف تؤخذ الأحكام فيها غالبا ً بطريقة اعتباطية بعد نقاش ٍ عقيم تستخدم فيه مفردات غير أدبية بل قد ينحرف النقاش في الكثير من الأحيان إلى ملاسنات قادرة على إقصاء المتحاور الأخر الذي يملك الحجة والبرهان حتى يظهر النقاش وكأنه انتصار لمن تخلى عن أساليب الحوار الأدبي .. أعود للموضوع الذي سأطرحه وهو لماذا الغوغائية في الساحة الشعبية معقودة دائما ً بالرجل وهو حامل لواءها وفارس معاركها ومبتكرها والقادر على إلقاء حزم الحطب على نارها كلما خبت .. ؟ أمضيت في الساحة زمنا ً طويلا ً في رحابها في إعلامها بمختلف روافده وقد رأيت أن الرجل دائما ً هو مصدر افتعال المهاترات المخطط لها لأهداف شخصية كتسويق الذات بعد العجز التام عن الظهور المشبع لنهم الشهرة من خلال النص أو غير المخطط لها من خلال الإندفاع لحلبة النقاش بتهور تحركه نظرة ضيقة قد تكون قبليه أو إقليمية أو الانتماء لمدرسة شعرية معينة وهذا نادر الحدوث وقد اتضحت هذه الاشكاليه بشكل ٍ جلي بعد تأسيس مواقع الشعر الشعبي على شبكة المعلومات العالمية الانترنت ففي كل يوم تجد في أحد المواقع قضية مختلقة من فراغ وتجد المدافعين عن طرح صاحب الموضوع غالبا ً أسماء مستعارة تستخدم أساليب حوارية متدنية بل انها في الكثير من الأحيان تلجأ إلى الردح والسباب لتخرج صاحب الطرح المنطقي من دائرة الحوار ويكتشف المتابع لهذه المهاترات بكل سهولة من خلال استقراء أساليب النقاش ومنطلقات الفكر وقاموس اللغة . أن كل هذه الأسماء التي تدافع بإستماته عن صاحب الطرح هي كلها أسماء مستعارة له سجل بها ليمنح موضوعه افتعالا ً أكثر وليسبغ على ذاته المريضة مفردات التبجيل والثناء. وحتى يتخلى عن المسئولية الأدبية عندما يقمع الرأي الأخر من خلال مفردات تتسم غالبا ً بلغة ٍ هابطة وتستخدم السب والشتم لإقصاء الأخر وتحييده .. لماذا لم نشاهد شاعرة أو كاتبة تلجأ إلى هذه الأساليب المكشوفة ..!! هل المرأة المعاصرة اكثر تعقلا ً من أخيها الرجل ..؟ هل انفلت زمام غيرة الرجل وحبه لذاته من عقاله ..؟ لماذا تحضر المرأة دائما ً بكل هدوء واتزان ويحضر الرجل في بعض الأحيان بصورة غير حضارية تجعله مثارا للسخرية والتندر ..؟ هل هناك متغيرات نفسية وفكرية حدثت للرجل تآكلت تحت تأثيرها كوابح ذاته التي كانت تجعله يحسب آلف حساب لتصرفاته فاصبح يطارد إشباع رغباته من الشهرة والضوء بلا قيود ولا إنضباط ..؟ أم أن ما يحدث ظواهر مرضية أصابت البعض ولا يمكن أن تكتسب صفة شمولية قادرة على إخراج الرجل من وقاره وهيبته وتاريخه الموسوم بالتعقل والحكمة والاتزان ..؟ هل استخدام عبارتي ( كلام حريم - هوشة ) لا تزال قابلة للتداول ..؟ أسئلة قد يكون مجرد التفكير فيها يمثل الخطوة الأولى في طريق الخلاص من منزلق بدأ البعض في الساحة الشعبية يسير فيه .. همسات مكتوبة : * للأمير الشاعر / خالد بن سعود الكبير .. بمناسبة حلول شهر المغفرة أتشرف بأن ابعث لك أطيب التبريكات .. لقد ذهبت إلى ما طلبتني به من قراءة قصائد وممارسة النقد العابر في بعض المواقع الشعرية على ( الإنترنت ) كونه أرحب فضاء .. لقد كانت النتيجة مفجعة أيها الأمير .. لقد خرج الشاعر الشعبي من دائرة التعقل وأعتقد أن عودته إليها شبه مستحيلة .. أكرر لك التهنئة بالشهر الكريم ولك احترامي وتقديري . * للزملاء : خضير البراق - ضيدان بن قضعان - فارس اليامي - ابراهيم النجيدي - ماجد العمري - محمد عويضة - محمد بن فرزان . اشكر لكم تهنئتكم الرقيقة بالشهر الكريم .. أتم الله عليكم صيام نهار شهر البركات وقيام ليله .. تقبلوا امتناني واحترامي .