لكل إنسان الحرية في اختيار شريك أو شريكة حياته ليكمل معه مشوار العمر.. ولكن هل هذا الاختيار يتم بسهولة؟ وهل يكون مشروطا بمواصفات ومحاذير معينة؟ وهل يوافق كل منهما على رؤية الآخر قبل الزواج كما كفل ذلك الشرع وفي حضور أولى الأمر؟ أم أن التقاليد تقف عائقا وعقبة أمام تحقيق ذلك فيكون الزواج بذلك (ورطة) يصعب التخلص من تبعاتها. رصدنا في هذا التحقيق آراء البعض ورصدنا انطباعاتهم حول ضرورة ان يرى كل طرف الطرف الآخر قبل الزواج أم يؤيدون الطريقة التقليدية بدعوى الحفاظ على التقاليد. عادات وتقاليد في البداية يؤكد فيصل المقلا أنه لن يشترط رؤية خطيبته قبل العقد، حفاظاً على العادات والتقاليد، خصوصاً أن هذه النظرة لن تغير شيئاً، إذا كنت مقتنعاً بأخلاق الفتاة، ومطمئناً إلى سلوكيات أهلها وعاداتهم، فالجمال جمال الروح لا المظهر والشكل الخارجي, كما أن في هذا الوقت لم أعد أضع لوماً على من يتمسك بهذه العادات من أهالي الفتيات، لأن كثيرا من الشباب الذين يتقدمون للخطوبة ويشترطون رؤية الفتاة لا يكونون جادين في طلبهم، فيتعللون بأمور واهية للانسحاب من الخطوبة، ثم يجعلون هذه الفتاة البريئة حديث مجالسهم، وهو أمر بات منتشرا في وقتنا الحالي. اتفاق وترى أم محمد أنها نظرة شرعية، وتتم بحضور الأهل، وسنة عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، تقول: أرى من الضروري جداً أن تجلس الفتاة أمام المتقدم للزواج منها, حتى يكون بينهما توافق واتفاق في كل شئ، فلو لم يحدث اللقاء الأول، ومن ثم الزواج من غير رؤية، فربما يتخاصمان، ويتم الطلاق، حتى ولو كانت المشكلة بسيطة، لأن الرضا يكون بعد النظرة الشرعية أفضل من أن تغصب الفتاة على شخص لم تره، ولا تعرف طباعه ومواصفاته، إلا عن طريق الأهل, فمن الأفضل أن يرى كل منهما الأخر، ويتعرف على أسلوبه في الحديث وثقافته، حتى طريقة لبسه. ومن حق الفتاة أن ترفض إذا لم يعجبها المتقدم لها، حتى لا تعاتب أهلها على ما قد يحدث في حياتها الزوجية مستقبلاً، وتقول (انتم السبب). نظرة شرعية وأكد سامي آل عبدربه ضرورة رؤية الخطيبة قبل الزواج، لاسيما أنها نظرة شرعية, ورؤية يستطيع المرء أن يعرف من خلالها الملامح الرئيسية لشريكة العمر، شكلاً وعقلا وفكراً.. يقول: لا أرى ان في ذلك عدم ثقة في أمي أو أختي، التي اختارت الزوجة، كما قد يرى بعضهم الأمر على هذا النحو، فلابد ان تكون للشاب نظرة خاصة في اختيار شريكة حياته. ويضيف آل عبدربه: قد تحول دون هذه النظرة الشرعية بعض العادات، إلا أن النظر إلى المخطوبة سنة، رغب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال لرجل أراد أن يتزوج امرأة من الأنصار، فروي أنه صلى الله عليه وسلم قال له (أنظر إليها فإن في عين الأنصار شيئاً). عقلية مثقفة وتقول صباح أحمد: كثر في هذا الزمن الطلاق، وأصبحت المطلقات اكثر من المتزوجات، وكثرت مطالب البنات، لأن الفتاة تحتاج إلى شخص يفهمها ويقدرها، وذي عقلية مثقفة، ولا يكون بخيلاً، فرؤية الفتاة للزوج الذي يرغب الزواج منها مهمة جداً، لأنه ممكن أن يكون بعقلية متحجرة، أو لا يتحمل المسؤولية، حيث أن الزواج مسؤولية كبيرة، وليس لعبة، لأنه يكون مدى الحياة، وحتى لا تظلم نفسها، لذا يجب على الأهل المبادرة والسماح للفتاة بان ترى الخاطب قبل أن تحدث الموافقة. اضطرابات نفسية وأكد ياسر الغامدي ضرورة رؤية الزوجة قبل العقد، حتى في حال الاقتناع، يقول: هذه النظرة تلغي كثيرا من الاضطرابات النفسية، والارتباك الذي قد يحدث ليلة الزواج. نصف ساعة وتؤكد نادية خالد ضرورة رؤية الزوج لزوجته قبل الموافقة على الزواج منها، حتى لا يحدث مالا تحمد عقباه في المستقبل.. تقول: الزواج ليس يوما وليلة، وإنما مستمر بإذن الله، ومن أجل ألا ينخدع أي من الطرفين، أو يفاجأ أحدهما بشخصية الآخر وشكله العام في كل شئ. ومن حق الفتاة أن تجلس، حتى ولو نصف ساعة، مع الخاطب، وتتحدث معه، حتى تلم بمدى ثقافته وتعليمه وطريقة حديثه، فلا تندم مستقبلاً، سواء رفضته، أو قبلت الزواج منه. شخصية وترى ابتسام عبدالرحمن أن من الطبيعي رؤية الزوجة لزوجها قبل الزواج، لأن هذا أمر تحتمه ظروف الحياة، ومن الواجب في بداية الأمر أن تعرف شكله وطبعه وثقافته وأخلاقه، والأهم من ذلك طريقة حديثه، حتى لا تتفاجأ الفتاة، بتدني ثقافته ومحدودية معارفه، أو سلبيته أو إيجابيته، وحتى لا تنخدع الفتاة به، وأيضاً إدراكه لأمور الحياة، لأن متطلبات الحياة كثيرة ومتعبة. أما بالنسبة للفتاة ففي نظري أن من حقها الجلوس والتحدث معه، لأنها هي من ستعيش معه، وهي التي ستكمل مشوار حياتها معه، وليس أهلها. شرط وأوضح عبدالمحسن الغانم أنه سيشترط على أهل الفتاة أن يراها قبل العقد في حالة أن والدته هي من اختارتها، لأن فارق السن الكبير قد يوجد بعض الفروق في الاختيار، أما إذا اختارتها له إحدى خالاته الأخريات، واللاتي يقاربنه في السن فإن رؤية الفتاة لن تكون أمراً مشروطا. اقتناع وبينت مها عبدالله أن من حق الفتاة أن ترى الخطيب الذي يتقدم لخطبتها قبل الموافقة عليه من أجل معرفة كل شيء يخص الزوجين، فمن الممكن أن يكون سليط اللسان، أو غير متعلم، أو غير لائق في لبسه، أو من الممكن ان يكون شكله لا يناسب شكل الفتاة، وهذا الشيء مهم جداً، حتى يكون الزواج باقتناع، بعد أن تتم الموافقة بين الطرفين. اطمئنان أما محمد السليم فأكد ضرورة رؤية الفتاة قبل العقد، في جميع الأحوال والظروف، وقد وافقه أخوه سلمان السليم، الذي بين أنه رغم اقتناعه بذوق والدته، واستشارته لها في جميع أموره، لتقارب الرأي بينهما، إلا أنه في هذه الحالة سيشترط رؤية الفتاة، للاطمئنان النفسي فقط، والشعور بالارتياح. تأكيد وكالآخرين فإن أم حسن تؤكد على رؤية المتقدم للزواج، خصوصاً في هذه الأيام، والنظرة الشرعية سنها الإسلام والرسول الكريم، والواجب علينا رؤية الخاطب للخطيبة، وأن يرى كل منهما الآخر، حتى يترتب عليه الاتفاق في كل شيء مطلوب من الطرفين، من أجل الا يحدث بينهما خداع، ويحدث الطلاق المبكر. وعي وأشار خالد الغامدي إلى أن اشتراطه لرؤية الفتاة شيء مؤكد، لا لعدم الثقة في ذوق والدته، بل لأن هذا الأمر يعد أمراً مصيرياً، لذا يجب على الشخص أن يكون واعياً بكل ما يتخذه من قرارات بشأنه. مميزات وأكدت سهى الدوسري أهمية رؤية الزوج للزوجة، تقول: فالشاب يتمنى أن يجد الفتاة الموجودة في خياله، والتي تحوي كل مميزات المرأة المطلوبة، لأنها تكون مرسومة في مخيلته، والفتاة تطلب أشياء مميزة في زوج المستقبل، لذلك يجب رؤية الخطيبين لبعضهما، حتى يتم التوافق والرضا في كل الأمور، وأبسط الأشياء بعد أن يتم الاقتناع المتبادل. اقتداء وبدد باسم تكروني كل هذه الآراء، حيث أوضح أن اشتراطه لرؤية الفتاة لا للتأكد، وأيضاً ليس للاطمئنان، بل اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. نظرة ارتياح وتحدثت عبير أحمد قائلة: ان الإسلام أباح رؤية وجه وشعر الفتاة للمتقدم للزواج، ومن المؤكد سماع صوتها، وأن تكون محتشمة في لباسها، ومن أجل الاقتناع بين الطرفين، ولأنها نظرة فيها تقبل وإحساس مميز، وممكن ان لا تعجبه الفتاة، أو العكس، وأن تكون الفتاة راضية عن الخطيب المتقدم للزواج منها، وهي نظرة ارتياح للطرفين، وأيضاً من الاسباب المطلوبة من النظرة الشرعية القناعة والرضا أو الرفض. طلاق وأوضح شاب آخر (رفض ذكر اسمه) أنه يوم خطبته لم يشترط الرؤية، ولم يفكر في لحظة أن يرى خطيبته قبل الزواج، بل اعتمد على رأي والدته، واقتنع بكلامها، وبعد أن تم الزواج ورآها لم يكن بها أي عيب، ولكن مبالغة والدته في وصفها ازعجته، حيث كانت على قدر من الجمال، ولكن ليس إلى درجة الوصف الذي قدمته والدته، مما ولد لديه شعوراً بالإحباط، جعله يفتعل المشاكل، إلى أن تم الطلاق بعد شهر واحد فقط من الزواج.. ويجزم الشاب حين يقول: لو أنني رأيتها قبل الزواج، لكنت اقتنعت بها، من دون هذا الوصف المبالغ فيه، وكنت أعيش معها الآن حياة سعيدة. جلسة وأكدت نوال سالم أن من الطبيعي للخاطب رؤية خطيبته قبل الزواج، وهذا يساعد على التعارف بين الخطيبين، من ناحية دراسة أخلاق كل من الطرفين، وفهم طبيعة كل منهما الآخر، مما يؤدي إلى الشعور بالارتياح النفسي، لكل منهما، واكتشاف شخصية الآخر، من خلال الجلوس مع بعضهما. كرتون وأبدى الشاب محمد المطيري ان من أولويات الوفاق في الحياة الزوجية النظر إلى الزوجة قبل الإقدام على عقد النكاح، لما فيه من استمرار الحياة السعيدة. أما أن يأخذ الزوجة ككرتون مقفل فهذا يكون إثارة بعد الزواج، حيث يتضايق من هذه الزوجة، ولا يستطيع أن ينفصل عنها، لأنه خسر مالاً في زواجه، لذا يعيشان في حالة من البغض، وتترتب على ذلك مشاكل زوجية. عتب كما أشارت أم حمد (إحدى المراقبات في إحدى المداس الخاصة) إلى ضرورة أن ترى الفتاة الخطيب المتقدم لها، حتى لا تعاتب أهلها، والخطيب من حقه أن يرى الفتاة، حتى لا يتم الطلاق فيما بعد، وأنا كأم لا أمانع من رؤية الخطيب لابنتي، حتى يتم الاتفاق والقبول أو الرفض. احترام ويقول حسن آل خميس نائب مدير البنك السعودي البريطاني (فرع العقربية): قبل أي شيء يجب على الزوج عندما يريد أن يتزوج أن يحترم زوجته، ويتعامل معها معاملة حسنة، ويبادر إلى تخليص المهام المناطة بها، مثلاً في مساعدتها على تربية الأطفال، وتخليص أمور المنزل وغيرها، أما بالنسبة لرؤية الزوج لزوجته قبل الزواج، فأعتقد أنه شيء طبيعي، حيث ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بذلك، لذا أرى أن النظرة حق للزوجين، لمعرفة طباع كل منهما، وأنصح الخاطب بأن ينظر في أخلاق الزوجة أولاً، لا إلى جمالها. على بينة وتوضح ناهد محمد أن رؤية البنت للخطيب المتقدم لها ليتسنى لها القبول أو الرفض، ومن أجل أن تعرف من هو وما تصرفاته، وأن تكون على بينة في كل شئ يخص هذا المتقدم، سواء من حيث الشكل او الأخلاق، حتى لا تلوم أي أحد سواء والديها أو غيرهما, وبالنسبة لي كأم فإنني أشترط أن ينظر إليها، وتنظر إليه، ولكن بشرط حضور ولي أمرها، وهذه سنة سنها رسول الأمة محمد صلى الله عليه وسلم. شيء طبيعي ويرى الدكتور عادل الحزاب المشرف على كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بجامعة الملك فيصل أن هذه النظرة شرعية، سنها الإسلام، وعندما يريد الزوج رؤية زوجته قبل الزواج فأرى انه أمر طبيعي، لأن نظرة الأم والأخت تختلف اختلافاً كلياً عن نظرة الرجل، وحتى لو تقدم لاحدى بناتي متقدم لخطبتها فلن أمانع في أن يراها المتقدم، لأن هذه الحياة ستكون حياة طويلة، بإذن الله، وهذا الشيء يساهم في استمرار عش الزوجية والمحبة. راحة وقبول وترى مديرة المدرسة الابتدائية الرابعة للبنات بالخبر نعيمة الفيحاني أنه من الضروري، بل المستحسن رؤية الخطيب قبل الزواج، وأن في هذه الرؤية راحة للنفس، وقبولا للعقل والقلب، وتصبح هناك ألفة بين الطرفين، أو العكس الصحيح على أن تكون هذه الرؤية، بحضور محرم للبنت، وقد أمر الدين الحنيف بذلك، والشرع أقر هذا الأمر، لأن فيه صلاحاً وخيراً كثيراً، إلا أن هذه الرؤية يجب أن تكون بضوابط تحت إشراف الأهل والموافقة النهائية والقبول للطرفين, أما بالنسبة للأم فلا أجد أي سبب مقنع للممانعة في الرؤية، وأن هذا سوف يتم بمعرفتها، وسيوفر عليها جهداً في الاقتناع والقبول، وكذلك يكون الاختيار خاصة من توافرت فيه الشروط المناسبة من علم ودين وخلق، وبذلك تتحمل نتائج أي خطأ أو مشاكل تقع مستقبلاً في الحياة الزوجية، لذا يكون هذا الأمر قد تم باقتناع كامل بعد الرؤية والراحة والقبول. حديث وعند سؤال المربي موسى الزهراني عن النظرة الشرعية قال: النظر للمرأة المخطوبة أمر شرعي، شرعه الإسلام فقد أمر النبي للرجل الخاطب أن ينظر للمخطوبة بقوله (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما). وشدد المربي صالح الغامدي على ان النظرة أمر شرعي لا اختلاف عليه، ولكن الحرص في هذه الحالة واجب، فلا يمكن لمن خطب النظر إلا بعد معرفة خلق هذا الإنسان، ولا يكفي التدين فقط، بل لابد من اجتماع التدين والخلق لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة وفساد كبير). حذر ويؤكد المربي مخلد الحربي انه لا جدال في النظرة الشرعية، فهي واجبة، والأحاديث كثيرة عنها، ولكن يجب على ولي أمر المرأة أن يحذر من تمكين الخاطب السيئ الخلق، أو الذي لا يثق به، من رؤية المخطوبة، إذ ربما لا يقبل بها، فينشر ما رآه منها للغير، كذلك يجب الحذر من خلوة الخاطب بالمخطوبة، حتى لو توافرت فيه صفات الدين والخلق. وحث بدر مبارك على رؤية الزوجة قبل الزواج، لأن في ذلك راحة للنفس من قبل الطرفين، يقول: نظرة الأهل تختلف اختلافا كبيراً جداً عن نظرة الخاطب نفسه، ويجب على الرجل أن يكون واعياً قبل أن يتخذ القرار.