نتفق جميعا على أن أي مشروع يقوم على أسس صحيحة سيكتب له النجاح، وأي مشروع يقوم على أسس غير صحيحة أو ناقصة فإنه بالتأكيد لن يحقق النجاح المأمول. نعلم جميعا أن الأسرة هي نواة المجتمع وهي المكون الأساسي لهذا المجتمع وهي التي توجه سلوكيات وأخلاقيات وعقليات أفراده. في مجتمعنا لا يأخذ كل من الشاب والفتاة الفرصة المثالية في أن يتعرف كل منهما على الآخر وهذه من أخطر الأمور التي تهدد مستقبل الحياة الزوجية في مجتمعنا. رغم أن رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - حث الخاطب على رؤية مخطوبته وهي رؤية القصد منها إعطاء الفرصة للشاب والفتاة في أن يتعرف كل منهما على الآخر قبل الزواج، ومع هذا ترفض كثير من الأسر في مجتمعنا فكرة النظرة الشرعية!! وهنا أتساءل: كيف نرجو هنا أن تنشأ أسرة مثالية تسهم في بناء المجتمع ونحن نرفض حتى مجرد إعطاء الخاطب ومخطوبته فرصة في أن ينظرا بعضهما لبعض؟! الزواج في مجتمعنا يسير بطريق البركة والخاطب ومخطوبته يستعينان بعيون أخرى لتنقل لهما ملامح بعضهما بعضا وهما كذلك يستعينان بعقول أخرى لتحلل شخصية كل طرف للآخر، فكيف لنا أن نتوقع نجاحا لزواج يتم بهذه الطريقة؟! على المجتمع بكل وسائلة أن يقف وقفة جادة أمام واقع الزواج في مجتمعنا، فنحن في عصر جديد وجيل جديد وحياة جديدة تختلف كليا عن الماضي وعن طبيعة ذلك الماضي. فما أحوجنا إلى تطبيق وسطية الإسلام ونهج الإسلام البعيد عن التشدد، ذلك التشدد الذي جعل مجتمعنا يتجه نحو مجتمع الانغلاق، ومجتمع تكثر فيه المحرمات والمكروهات التي أصبحت هي أساس الحياة بدلا من الحلال الذي كان هو أساس الحياة! مع إشادتي بعض الأسر التي تتيح للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته إلا إنني أرى أن تلك الأسر تظل شريحة قليلة أمام الأسر والعوائل التي ترفض سنة رسولنا الكريم الذي يحث على أن ينظر الخاطب لمخطوبته ليرى كل طرف الآخر قبل الزواج، هذا المشروع المهم الذي يجب أن يقوم على الوضوح والقبول. وهنا أوجه سؤالي لكل أسرة ترفض مبدأ النظرة الشرعية للخاطب: لماذا هذا الرفض رغم أن رسولنا الكريم حث على ذلك؟ أين شعار الدين الذي يرفعه هؤلاء من ذلك؟ وأين شعار محبة الرسول والاقتداء به من رفض النظرة الشرعية قبل الزواج؟! نطالع دائما نسب الطلاق في مجتمعنا ونندهش من ارتفاع نسب الطلاق ومع هذا أجد أننا لم نبادر إلى أي وسيلة يكون من شأنها خفض حالات الطلاق ومساعدة الزوجين على تلافي ما قد يسبب الطلاق. الإيجاب والقبول من شروط الزواج فهل تعتقدون معي أن ذلك يتم وفق قناعة الشاب وقناعة الفتاة؟! أم العكس؟! الأسرة نواة المجتمع فلنجتهد إلى بناء أسر تكون قواعدها صحيحة مثالية.