تتنوع طرق الإبداع وتختلف باختلاف الحواس وكيفية التعاطي معها، فلكل حاسة ذوق خاص تستجيب له المشاعر ، و امتزاج الألوان يؤثر بشكل أو بآخر على الحواس الخفية غير المتعارف عليها، فعندما نعصب رأس الفكرة لتسكين صداعها نتخلص من عبء لذيذ وسائغ رغم التعب. إن وجود نخبة من كتاب القصة القصيرة جدا يجعلنا نشعر بالأمان خاصة أنهم يتفننون في تلخيص أفكارهم ورصد مواقفهم في كلمات قليلة ومؤثرة مما يجعلنا، نتساءل: هل ابتكار الفعل المدهش في النص القصير جدا مهمة القاص وحده أم بمشاركة محرك آخر خفي يتلبس القاص ويخرجه للإبداع؟ إن العملية الإبداعية المؤسسة للنتائج مبهرة في النصوص القصيرة جدا لاتقف عند عنصر الإثارة بقدر ماهي النتيجة المحتمة من هذا النص كثير من النصوص القصيرة تختزل كما هائلا من التجربة المحرضة على هتك أستار العتمة والبحث عن سر خفي في نص لا يتجاوز بضعة أسطر و ربما بضع كلمات، وهذا الفن جدير بالاحترام، فهو قدرة لا يجيدها الكثير رغم وجود الكثير . وما يلفت انتباهي ما يخبئة القاص من نصوص عن عيون النشر و الاكتفاء بتداولها برسائل نصية قصيرة بين الأصدقاء المقربين؟ حيث ينشأ خوف القاص من صدمة المتلقي من النص وعدم تقبله ودخوله في باب الظن والتأويل مما يجعلنا مكبلين أمام سؤال آخر: هل جرأة الطرح حرية شخصية لنقل صورة ثلاثية الأبعاد، أم وقاحة يجب أن تستتر ولا تظهر للجمهور؟ ربما هناك تحفظات لدى البعض في المواجهة، ولكن تبقى الحريات قيد العرف والتقليد وسلم الصعود للذوق محفوفةً بالمخاطر . إن العملية الإبداعية المؤسسة للنتائج مبهرة في النصوص القصيرة جدا لاتقف عند عنصر الإثارة بقدر ماهي النتيجة المحتمة من هذا النص، فهل استطاع القاص أن يستجيب لحمى الهدف الذي ينتظره القارىء ؟ شعور مُلح ينتابني كلما قرأت نصا قصيرا جدا، هل يشقى الكاتب بنصه ويعتني به، أم أن الصدفة تلعب دورا كبيرا في خلق هذا التجانس الكتابي بين المفردات؟ حيث أصبح هناك خلط نصي واضح بين العميق وأقل من القشر و كلاهما يحسب نصا قصيرا جدا . همسة.. سرب من الإبداع تجاوز الحدود بصمت ينتظر المنارة المضيئة فهل من دليل؟!! [email protected]